دقت أحزاب وهيئات حقوقية عربية ناقوس الخطر على خلفية الممارسات والانتهاكات الجسيمة في حق السجناء السياسيين الصحراويين, القابعين بالسجون المغربية, مطالبة بالحرية لهم بدون قيد أو شرط, مع تمكينهم من كامل حقوقهم المشروعة والعادلة المكفولة في المواثيق والعهود الدولية. وندد اكثر من 20 حزبا ومنظمة حقوقية من مختلف الدول العربية, على غرار حزب العمال التونسي, اتحاد الشباب التقدمي الفلسطيني, اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي, هيئة الساحل للدفاع عن حقوق الانسان الموريتانية وحزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني, في بيان مشترك, بالسياسة الممنهجة التي يستعملها الاحتلال المغربي في حق الاسرى الصحراويين, على غرار الترحيل و الإبعاد القسري عن عائلاتهم, وكذا مختلف الممارسات المهينة لكرامة الإنسان. كما نددوا ايضا "بالممارسات التي باتت تستهدف المساس بكامل حقوقهم الأساسية وفي مقدمتها الحق في الحياة, في تحد ممنهج و صارخ لقواعد القانون الدولي الإنساني وغيره من القوانين والعهود والأعراف الدولية ذات الصلة, لأسباب مرتبطة بشكل أساسي بآرائهم السياسية ومواقفهم من قضية الصحراء الغربية, الداعية لاحترام حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير وفي سيادته على ثرواته الطبيعية". و تتابع القوى الحقوقية و الأحزاب -وفقا لذات البيان- باهتمام بالغ "سلسلة الإضرابات عن الطعام التي يخوضها بعض السجناء السياسيين الصحراويين احتجاجا على الأوضاع المزرية و اللاإنسانية, وعلى محاكماتهم بأحكام قاسية و غير شرعية, وسجنهم بسجون مغربية تبعد بمئات الكيلومترات عن مقرات سكناهم بمدن الصحراء الغربية." و اضافت ان هذه الممارسات دفعت بمجموعة مكونة من ثلاثة طلبة سجناء سياسيين صحراويين الى خوض معركة "الامعاء الخاوية", منذ 20 فبراير الفارط. ورغم المعاناة اللامتناهية لهؤلاء الفتية, اقدمت سلطات الاحتلال على ترحيل قصري في حق اثنين منهم من سجن مدينة آيت ملول إلى سجن مدينة آسفي, وذلك بسبب الاستمرار في الإضراب عن الطعام, ويتعلق الأمر بالحسين البشير أمعضور وعبد المولى الحافظي. هذا الأخير, من "مجموعة رفاق الشهيد الولي", يتعرض لمختلف الانتهاكات من قبل ادارة السجن, غير مبالية بالوضع الصحي الخطير الذي بات فيه اليوم, نتيجة للأوضاع غير الإنسانية وسوء المعاملة التي تمارسها في حقه, حسب ما أفاد به مصدر حقوقي. وحسب ذات المصدر ونقلا عن إفادة لشقيقة الأسير, عمدت ادارة سجن آسفي على الزج بعبد المولى الحافظي في زنزانة مكتظة بسجناء الحق العام, دون اغطية او افرشة مع سوء التغذية ومصادرة الحوالات المالية المرسلة من طرف العائلة, فضلا عن التنصت على المكالمات الهاتفية من طرف موظفي وعساكر السجن, في انتهاك صارخ لجميع الحقوق الأساسية المعترف بها دوليا والخاصة بمعتقلي الرأي والسجناء السياسيين. و أضافت أن شقيقها عبد المولى الحافظي, ومنذ اضرابه عن الطعام الذي خاضه ما بين 20 فبراير و 7 مارس, تعرض للترحيل التعسفي والانتقامي إلى مدن شمال المغرب, فضلا عن المعاملة العنصرية والمهينة المرتكبة بشكل متعمد من طرف ما يسمى المندوبية العامة لإدارة السجون المغربية. يذكر ان لجنة عائلات ورفاق الطلبة المعتقلين السياسيين الصحراويين من "مجموعة رفاق الشهيد الولي", قد نظمت مؤخرا لقاء عبر تقنية التحاضر المرئي عن بعد, بالتنسيق مع نشطاء صحراويين ومشاركة المحامية النرويجية تون سورفون مو, وذلك في اطار النضال الذي تخوضه العائلات الصحراوية جنبا الى جنب مع أبنائها. وحملت اللجنة, الاحتلال المغربي و إدارة سجونه "كامل المسؤولية" لما قد تؤول إليه صحة أبنائها المضربين عن الطعام.