أكد عدد من المجاهدين والأساتذة في مادة التاريخ يوم الأربعاء بمناسبة إحياء الذكرى ال65 لمعركة سوق أهراس الكبرى (26 أبريل 1958) بأن "تلك المعركة تعد ملحمة وطنية بكل المقاييس". و أوضحوا خلال ذات الاحتفالات التي أشرف عليها الوالي، عبد الكريم زيناي، رفقة الأمين الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين، العربي أوذاينية، و رئيس جمعية كبار معطوبي حرب التحرير الوطني، الطيب سديرة، أنه "بعد إنشاء خط موريس خلال سنة 1957 على تراب القاعدة الشرقية تدفقت كميات هائلة من الأسلحة والذخيرة إلى داخل الوطن لتشرع حينها قوات العدو في القيام بحراسة شديدة للحدود الغربية والشرقية". و أفاد الأمين الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين، العربي أوذاينية، في كلمة له على هامش إعطاء سلطات الولاية إشارة انطلاق عملية غراسة رمزية ل 60 شجيرة من الزيتون والخروب بمكان وقوع المعركة "وادي الشوك" ببلدية الزعرورية لتعويض المساحات المحروقة بفعل النيران بأن "تلك المعركة امتزجت فيها دماء أبناء الجزائر وهو ما يؤهلها لأن تكون رمزا للوحدة الوطنية". من جهته، أبرز رئيس جمعية كبار معطوبي حرب التحرير الوطني، الطيب سديرة، بأنه "قد حان الوقت لتثمين جهود التنسيق والتفاعل بين الأجيال حيث أصبح لزاما على المجاهدين محاربة غياهب النسيان على اعتبار أنه كلما فارق الحياة شاهد على الثورة يحمل معه جزءا من التاريخ و يدفن معه منبع للذاكرة". و دعا بالمناسبة جيل الشباب إلى استلهام الدروس من تلك المعركة وما تحمله من صمود وتحدي والتطلع إلى المستقبل بعزيمة أقوى لأن المحافظة على الاستقلال أصعب من الحصول عليه، مضيفا بأن "تلك المعركة التي سقط خلالها 639 شهيدا وقتل خلالها ما لا يقل عن 300 فردا من جنود الاستعمار وجرح 700 آخرون، ستبقى راسخة في ذاكرة من عايشوا أحداثها من مجاهدين ومواطنين". و قد استهل الوفد الولائي برنامج الاحتفالات المخلدة لهذه الذكرى بالترحم على أرواح الشهداء بروضة الشهداء بسوق أهراس حيث تم الاستماع إلى النشيد الوطني ووضع باقة زهور وقراءة فاتحة الكتاب على أرواحهم قبل إعطاء إشارة انطلاق سباق على الطريق على مستوى منطقة "الطلال" بعاصمة الولاية وذلك بمشاركة 965 تلميذا. كما تم بالمناسبة بقاعة المحاضرات ميلود طاهري تكريم 4 تلاميذ فازوا في مسابقة حول معركة سوق أهراس الكبرى بادرت إلى تنظيمها مديرية الثقافة والفنون بالتنسيق مع مديرية التربية وتقديم أناشيد وطنية وعرض مسرحي بعنوان "نداء نوفمبر" ليختتم الحفل بوقوف الحضور للاستماع إلى أغنية "إخواني لا تنسوا الشهداء".