وثقت منظمة الصحة العالمية أكثر من 676 انتهاكا صهيونيا على المرافق الطبية في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ السابع من أكتوبر الماضي، من بينها 318 هجمة في قطاع غزة أدت إلى استشهاد 615 شخصا وإصابة 778 آخرين. وأفادت المنظمة, يوم أمس الجمعة, أن 95 منشأة طبية من بينها 27 مستشفى من أصل 36 و85 سيارة إسعاف تضررت من هذه الهجمات الصهيونية، وفي الضفة الغربيةالمحتلة أدى 358 هجوما إلى استشهاد 7 أشخاص وإصابة 59 آخرين، وتضررت 44 منشأة صحية و 15 عيادة متنقلة و 245 سيارة إسعاف، إضافة إلى 247 حادثة لعرقلة تقديم الرعاية الصحية و 58 حالة احتجاز. وحول الاحتياجات الصحية أفادت المنظمة بأن 14 منشأة صحية فقط من أصل 36 تعمل بشكل جزئي في كامل قطاع غزة، 7 منها في الشمال و 7 في الجنوب، وأن 26% فقط من مراكز الرعاية الصحية الأولية تعمل، ويبلغ متوسط إشغال الأسرة في المستشفيات العاملة 340%، ونسبة إشغال الأسرة في وحدات العناية الفائقة 242%. ووصفت المنظمة أوضاع المستشفيات في خان يونس بالكارثية، وفي مجمع ناصر الطبي غادر 50% من الطاقم الطبي، وانخفض عدد المرضى من 750 إلى 240 مريضا ، ومازال المستشفى يعمل، ولكن بشكل جزئي فقط، ولم يتبق في قسم الطوارئ سوى طبيبين و5 ممرضات، ويوجد عدد كبير من المرضى على أرض المستشفى، ويبحث سبعة آلاف شخص عن مأوى هناك مع اشتداد الأعمال العدائية في محيط المستشفى واستمرار أوامر جيش الإحتلال الصهيوني بالإخلاء، مما يعوق وصول المرضى والجرحى والعاملين الصحيين، وأن العاملين الصحيين يحفرون القبور في أراضي المستشفى, بسبب الأعداد الكبيرة للوفيات المتوقعة والحاجة إلى التعامل مع الجثث. ويحاول مستشفى الأمل التعامل مع الاحتياجات المتزايدة في خان يونس، لأن مجمع ناصر يصعب وصول المرضى والمصابين وسيارات الإسعاف إليه. وأدى انعدام الأمن إلى خروج معظم الطواقم الطبية والمرضى وآلاف النازحين من مستشفى الأقصى، ولم يتبق سوى 12 عاملا صحيا وطبيبين فقط في قسم الطوارئ، ويوجد به 120 مريضا، ويأوي 1500 نازح مع ندرة الغذاء والماء والوقود. وفي شمال غزة تعمل 7 مستشفيات بشكل جزئي وهي الأهلي والعودة وكمال عدوان والشفاء وجمعية أصدقاء المرضى والحلو والصحابة، دون وجود ما يكفي من الطواقم الطبية أو الإمدادات أو الغذاء والوقود والماء. وجدد مدير منظمة الصحة العالمية, تيدروس أدهانوم غيبريسوس, دعوته إلى وقف إطلاق النار في غزة في مناشدة أمام المجلس التنفيذي للمنظمة التابعة للأمم المتحدة وصف فيها الأوضاع في غزة بأنها "جحيمية". وحذر غيبريسوس في كلمته, أمام المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية في جنيف خلال مناقشة حول حالة الطوارئ الصحية في غزة, من أن مزيدا من الأفراد في غزة سيموتون من الجوع والمرض وقال "إذا أضفتم كل ذلك أعتقد أنه ليس سهلا أن نفهم مدى جحيمية الوضع". وأضاف "أعتقد أنكم جميعا قلتم بحل الدولتين وما إلى ذلك ويحدوني أمل أن تنتهي هذه الحرب وتنتقل إلى حل حقيقي" قبل أن يتوقف عن استكمال كلمته واصفا الوضع الحالي بأنه "تعجز أمامه الكلمات".وفي حصيلة غير نهائية ارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان الصهيوني في السابع من أكتوبر الماضي إلى أكثر من 26 ألف شهيد أغلبيتهم من النساء والأطفال بالإضافة إلى أكثر من 64 ألف مصاب فيما لا يزال أكثر من 8 آلاف آخرين في عداد المفقودين تحت الركام وفي الطرقات حيث لا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.