أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان, اليوم الجمعة, أن الاحتلال الصهيوني يواصل استهداف ما تبقى من المنظومة الصحية في قطاع غزة وتعطيل أي قدرة لديها لإنقاذ حياة الفلسطينيين عبر استمراره بالقصف المباشر وإطلاق النار على المستشفيات وسيارات الإسعاف والطواقم الطبية. وأوضح المرصد في بيان له أنه وثق في الأيام الماضية العديد من الهجمات الصهيونية الخطيرة, التي نتج عنها تعطيل العودة الجزئية لعمل المستشفيات, خاصة في مدينة غزة وشمالها والتي تأتي في إطار عدوان واسع النطاق, طال القطاع الصحي بمكوناته المختلفة منذ السابع من أكتوبر الماضي. وأشار إلى تعمد قوات جيش الاحتلال قنص عدد من المسعفين خلال عمليات إجلاء للجرحى من مستشفيات مدينة غزة إلى منطقة الجنوب, رغم حصولهم على التنسيق الذي يشترطه الكيان المحتل بشكل مسبق لمرور هذه المهمات. ولفت المرصد الأورومتوسطي, إلى مواصلة القوات الصهيونية اعتقال أكثر من 100 فرد من الطواقم الطبية, بمن فيهم مدراء ثلاثة مستشفيات وتخفيهم قسرا منذ اعتقالهم, معربا عن خشيته أن يكون ما يجري من استهداف وحصار وعرقلة لعمليات المنظومة الصحية هو عملية صهيونية متعمدة, لتقويض فرص نجاة وحياة الفلسطينيين وحرمانهم من حقوقهم الإنسانية الصحية والطبية. وشدد على أن تعمد توجيه هجمات ضد المباني والمواد والوحدات الطبية ووسائل النقل والأفراد من مستعملي الشعارات المميزة المبينة في اتفاقيات جنيف طبقا للقانون الدولي, يشكل كذلك جرائم حرب قائمة بحد ذاتها وذلك وفقا لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية. ودعا المرصد الأورومتوسطي, إلى فتح تحقيق دولي مستقل بشكل عاجل, بشأن جرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني على نحو منهجي وواسع النطاق ضد المستشفيات والكوادر الطبية ووسائط النقل الطبي في قطاع غزة, بالإضافة إلى تحويل العديد من المستشفيات إلى ساحات إطلاق النار وعمليات قتل متعمدة وخارجة عن نطاق القانون والقضاء. كما طالب بضرورة العمل على محاسبة مرتكبي هذه الجرائم والانتهاكات ومن أصدر الأمر بها, على كل المستويات القضائية المتاحة, بما في ذلك المحكمة الجنائية الدولية وكذلك أمام محاكم الدول, التي تأخذ محاكمها بالاختصاص القضائي العالمي. ومنذ السابع أكتوبر الماضي, يشن الاحتلال الصهيوني عدوانا مدمرا على قطاع غزة, خلف أكثر من 27 ألف شهيد وأزيد من 67 ألف مصاب وخلق كارثة إنسانية غير مسبوقة وتسبب في نزوح أكثر من 85 بالمئة من سكان القطاع وهو ما يعادل 1.9 مليون شخص.