وثق المرصد الأورو-متوسطي لحقوق الإنسان شهادات جديدة عن تعرض معتقلات فلسطينيات من قطاع غزة للعنف والتعذيب والمعاملة اللاإنسانية, خلال احتجازهن من قبل قوات جيش الاحتلال الصهيوني. وقال المرصد في بيان له : "تضمنت شهادات المعتقلات اللواتي أفرج عنهن مؤخرا بعد أن أمضين مددا مختلفة من الاعتقال, تعرضهن لممارسات قاسية تصل حد التعذيب, وتهديدهن بشكل متواصل بحرمانهن من رؤية أطفالهن, عدا عن قيام جيش الاحتلال بنهب أموالهن وممتلكاتهن التي كانت بحوزتهن عند الاعتقال". وأجرى فريق "الأورو-متوسطي" مقابلات شخصية ميدانية مع عشرات النساء اللاتي صرحن بأنهن تعرضن للتعذيب والمعاملة السيئة للغاية من قبل جنود الاحتلال, فيما يقدر المرصد أن عددا أكبر من المعتقلات تعرضن لتلك الانتهاكات وفضلن عدم الكشف أو الحديث عنها بسبب الأعراف الاجتماعية أو نتيجة تعرضهن للصدمة أو خوفا من الانتقام أو الملاحقة أو القتل من جيش الاحتلال. وشدد المرصد الأورو-متوسطي على أن "ما تقوم به سلطات الاحتلال من ممارسات ضد المعتقلات الفلسطينيات, و ارتكاب مختلف أشكال العنف ضدهن, بما في ذلك خدش الحياء, تعتبر في مصاف جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية, وهي جرائم قائمة بحد ذاتها, بحسب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية, وتأتي أيضا في سياق جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة منذ السابع أكتوبر من العام الماضي". وجدد "الأورو-متوسطي" مطالبته اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتحمل مسؤولياتها والتحقق من أوضاع المعتقلين الفلسطينيين في السجون الصهيونية, لاسيما النساء والفتيات, والتأكد من ظروف احتجازهم, والبحث عن المفقودين والمفقودات منهم، خاصة في ظل توثيق شهادات عن ممارسات التعذيب المنهجية التي يتعرض لها المعتقلون الفلسطينيون والمخالف للقانون الدولي. وشدد المرصد على ضرورة قيام الصليب الأحمر بتبني المواقف العلنية وإصدار البيانات في كل مرة يرفض فيها الكيان الصهيوني السماح له بالقيام بمهامه المنوطة به، وعلى رأسها زيارة المعتقلين والأسرى الفلسطينيين. ودعا المرصد الأورو-متوسطي, أليس جيل إدواردز, مقررة الأممالمتحدة الخاصة المعنية بمسألة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة, إلى التحقيق الفوري فيما تعرضت له المعتقلات الفلسطينيات من انتهاكات جسيمة وجرائم خطيرة, ورفع التقارير بشأنها, تمهيدا لعمل لجان التحقيق وتقصي الحقائق والمحاكم الدولية في النظر والتحقيق وإجراء المحاكمات بشأن الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين بقطاع غزة. كما جددت ذات الهيئة الحقوقية مطلبها بالإعلان عن تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة خاصة بالجرائم المرتكبة خلال العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة, بالتوازي مع تمكين لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بالأرض الفلسطينية المحتلة التي تم تشكيلها عام 2021 من القيام بعملها, بما في ذلك ضمان وصولها إلى قطاع غزة. وأكدت أن "كل هذه الانتهاكات تأتي في سياق نزع الإنسانية عن الفلسطينيين في قطاع غزة جميعا, وبخاصة الأطفال والنساء, وبالتالي تبرير وتطبيع كافة الجرائم المرتكبة بحقهم". و اعرب بيان لخبراء في الاممالمتحدة الاسبوع المنصرم عن القلق إزاء تقارير موثوقة بشأن الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان التي تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية, بما في ذلك التهديد والتعذيب والحرمان من الرعاية الصحية والغذاء.