أطلقت تجربة علمية ولأول مرة بولاية إن صالح لتثبيت الكثبان الرملية ميكانيكيا بهذه المنطقة, التي تشهد ظاهرة زحف الرمال, حسب ما أفادت اليوم الأحد محافظة الغابات بالولاية. وقد اختار المعهد الوطني للأبحاث الغابية ولاية إن صالح محطة لتطبيق هذه التجربة بعد إعداد دراسة علمية أشرف عليها باحثان تابعان لذات المعهد, مثلما صرح لوأج محافظ الغابات, عبد القادر حنيني. ومن جهته, أوضح السيد كمال طولبة من المعهد الوطني للأبحاث الغابية أن زيارته إلى ولاية إن صالح تدخل ضمن مهمة تجسيد تجربة علمية تستهدف تثبيت الرمال ومنع تحركها بعدة تقنيات منها التقنية الميكانيكية كمرحلة أولى, وذلك من خلال وضع أعمدة بلاستيكية مشدودة بحزام بلاسيكي على شكل مربعات, حيث تتمثل الغاية العلمية منها بعد تشجيرها إبقاء التربة في حالة استقرار ومنعها من التحرك. وأضاف أن هذه التجربة أثبتت نجاحها بولاية الجلفة, وبالذات بمنطقة 'المصران التي تم تحويلها إلى غابة من الأشجار بدلا من أكوام الرمال. وراهن السيد طولبة على نجاح التجربة بولاية إن صالح, بعد توفير مياه السقي بالتقطير, بالنظر إلى خصوبة الأرضية المختارة لتجسيد مشروع التجربة, وهو ما يساعد –حسبه-- على نجاحها وتساهم في مكافحة ظاهرة التصحر. وبدوره أكد الباحث بقسم مكافحة التصحر بالمعهد الوطني للأبحاث الغابية, ساعود محمد, أن ولاية إن صالح تعاني من آثار زحف الرمال سيما على مستوى الطريق الوطني رقم (1), مشيرا أن هذه التجربة العلمية قد اختيرت لها مساحة واحد (1) هكتار وتطبق على مرحلتين ( ميكانيكية وبيولوجية) باستعمال تقنيات مدروسة يراعي فيها جميع الظروف المناخية المحتملة. وأبرز ذات المختص أهمية الإسراع في غرس الشجيرات بالمربعات البلاستيكية المنجزة فور استكمال عملية وضع الأعمدة البلاستيكية المشدودة بحزام بلاستيكي لضمان تثبيت الكثبان الرملية. وبخصوص تكاليف هذه التجربة أوضح محافظ الغابات لولاية إن صالح, عبد القادر حنيني, أن المعهد الوطني للأبحاث الغابية يتكفل ماديا بالمرحلة الأولى للمشروع مساهمة منه في حل هذا الإشكال البيئي المطروح بالولاية على أن تتكفل السلطات المحلية لاحقا بتكاليف الشطر الثاني منه. وتبقى آمال السكان الذين يتخذون من مواقع هذه الكثبان الرملية متنفسا عائليا كل صائفة في أن تتحول مستقبلا إلى فضاءات نزهة وتسلية للأطفال, حيث تسعى السلطات الولائية إلى متابعة المشروع ميدانيا وتجسيده في آجال وجيزة.