تعيش الساحات و الشوارع و حدائق مدينة بومرداس ليلا منذ بداية موسم الحر على وقع حركة غير عادية من العائلات التي أصبح ملاذها و هوايتها المفضلة التنزه و الاستمتاع بالنسيم المنبعث من البحر. و من بين أهم المقاصد المفضلة و التي يواظب عليها بشكل متواصل عدد كبير من العائلات البومرداسية على غرار الحاجة فطيمة و بناتها الأربعة كل مساء شارع الاستقلال المعروف شعبيا باسم "البولفار" الواقع بوسط المدينة و المطل مباشرة على البحر. و تلتقي الحاجة فطيمة رفقة بناتها و في بعض الأحيان مصطحبات معهن ضيوف العائلة مع بداية السهرة لنفس المقصد برفقاتهن من العائلات الأخرى القاطنة بأحياء مجاورة لهن أو في نفس العمارة. و تقضي عائلة الحاجة فطيمة مع مجموعتها كما تحب هي تسميتها و لأوقات متأخرة من الليل أوقاتهن مشيا ذهابا و رواحا بطول الشارع يتخللها في بعض الأوقات الجلوس على حافة الطريق أو بمحاذاة الشاطئ لتبادل أطراف الحديث و مناقشة "الهموم" اليومية و في أوقات كثيرة مباريات المونديال. و على شاكلة هذا النموذج تنتشر العائلات الأخرى في هذه الليالي بكثرة على حافة هذا الشارع و يكتظ بهن المكان خاصة في ليالي عطلة نهاية الأسبوع حيث يتبادلن أطراف الحديث و المثلجات لدرجة أن أصحاب السيارات و الدراجات النارية يجدون صعوبات جمة للتنقل. كما يلتقي هذا الشارع الرئيسي كذلك مع واجهة البحر التي تمتد على زهاء كيلومترين حيث تربط أطراف المدينة من جهة البحر يبعضها و تعرف هي الأخرى توافد أعداد هائلة من الزائرين للاستمتاع بهدوء الشاطئ ليلا وتناول المثلجات. و ما يميز مدينة بومرداس عن باقي بلديات الولاية كذلك توفرها على حديقة جميلة و شاسعة فيها كل مستلزمات الراحة و الهدوء بعيدا عن صخب الشاطئ تستقطب هي الأخرى أعدادا كبيرة من العائلات الوافدة من مختلف مناطق الولاية و التي أعربت عن تأسفها لقلة التنشيط الثقافي و الفني اليومي و المتواصل طيلة هذه الفترة الصيفية.