حذر تقرير أممي حديث من أزمة غذاء وشيكة في مصر خلال الفترة المقبلة بسبب ارتفاع أسعار القمح . وقالت منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو) في تقرير لها نقلته جريدة "الشروق الجديد" المصرية (الخاصة) "أن أزمة ارتفاع أسعار السلع المرتبطة بالقمح على خلفية قرار روسيا حظر صادراتها تتزامن مع زيادة أسعار اللحوم والأرز في السوق المحلية مما يمكن أن يكون تهديدا للأمن الغذائي في مصر". وأشار التقرير إلى "إن السياسة التى تنتهجها الحكومة المصرية المتعلقة بتخفيض المساحات المزروعة من الأرز لتوفير المياه هي السبب الرئيسي وراء ارتفاع أسعاره". وذكر أن الحظر الروسي لصادرات القمح الذي بدأ في أوت الماضي ومن المنتظر أن ينتهي في ديسمبر 2011 وما تسبب فيه من رفع مفاجيء لأسعار القمح العالمية جاء متزامنا مع ارتفاع أسعار اللحوم في مصر علاوة على زيادة أسعار الأرز في ظل سياسة الدولة تخفيض إنتاجها لتقليل استهلاك المياه مما أثار مخاوف المنظمة من حدوث أزمة في توفير الغذاء في مصر. وبحسب بيانات المنظمة تراجع إنتاج الأرز في مصر بنسبة 22 في المائة في عام 2009 2010 . وكان وزير الزراعة واستصلاح الأراضي المصري قد صرح سابقا بان الحكومة تستهدف خلال السنوات العشر القادمة تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح بنسبة تتراوح بين 75 في المائة و80 في المائي مقابل تحقيق اكتفاء ذاتي بنسبة 65 في المائة هذا العام. إلا آن أمين السياسات الحزب الوطني الحاكم جمال مبارك (نجل الرئيس مبارك) حسب نفس المصدر اعتبر هذه التصريحات فكرة "غير عملية" وان الأهم التركيز على زيادة الإنتاج وزيادة دخل الفلاح ومساعدته. ومن المقرر أن تعقد الفاو اجتماعا طارئا يوم 24 من الشهر الحالي تدعو فيه الدول المستوردة والمصدرة للقمح لمناقشة كيفية مواجهة أزمة حظر القمح الروسي بعد مده حتى نهاية 2011 . و ذكرت المنظمة أن المخاوف من حدوث إضرابات اجتماعية في الدول المستوردة للقمح نتيجة للغلاء المتوقع أهم الأسباب التي دفعت إلى عقد هذا الاجتماع.