عثرت البعثة الوطنية الأثرية السورية في ختام أعمالها التنقيبية في مدينة "أفاميا" الأثرية على لوحة فسيفسائية فريدة ذات لون بني محمر يبلغ طولها 8ر4 أمتار وعرضها ثلاثة أمتار إضافة إلى مجموعة من القطع النقدية الأثرية التي تعود إلى القرن الأول الميلادي. وقال عبد القادر فرزات رئيس دائرة الآثار بحماه إنه تم العثور على اللوحة في "حمام أكريبا" الواقع ضمن المدينة في أرضية الغرفة رقم 5 البالغ طولها ستة أمتار وعرضها خمسة أمتار وارتفاعها أربعة أمتار إضافة إلى حوضي ماء الأول شمالي أرضيته من القرميد والثاني أرضيته من القرميد لكنها مكساة بطبقة كلسية بيضاء لافتا إلى وجود مصطبة مبلطة ببلاط حجري تحيط بكامل اللوحة الفسيفسائية من الجهات الأربع لحمايتها. وأشار فرزات إلى أن البعثة ركزت على عمليات التنقيب في الممر الغربي من الحمام الواقع شرق المحلات التجارية والذي يبلغ طوله أحد عشر مترا حيث عثر فيه على أرضية صحن فخارية عليها أختام دائرية وجزء من سراج يعود إلى العصر البيزنطي وجدار فوقه قناة فخارية استخدمت لجر المياه مبنية من أحجار كلسية كبيرة المقطع وخزانات مياه لتزويد الأقنية بالماء. بدوره أوضح نديم خوري رئيس البعثة الأثرية أن البعثة عثرت في الصالة رقم 1 من حمام أكريبا على قنطرة تربط إحدى الغرف مع الصالة وعلى خزان ماء طوله ستة أمتار وأرضية من القرميد وتحتها قناتان من الفخار استخدمتا لتسخين المياه ويعتقد أن الصالة رقم 1 هي القسم الحار من الحمام وأن هذا الحمام بالكامل بني في القرن الأول الميلادي وأعيد استعماله بالقرن السابع الميلادي. وأضاف خوري أن عمليات التنقيب شملت أيضا الغرفة رقم 4 والتي يبلغ طولها خمسة أمتار وارتفاعها سبعة أمتار , وبعد إزالة الطبقة السطحية والركام ظهرت أجزاء من جدران الحمام وقنطرة إحدى أبواب الحمام بأسفلها مسطبة حجرية تؤدي إلى درج مكون من ثماني درجات يؤدي إلى حوض مائي. ولفت الخوري إلى أن البعثة قامت بإجراء سبر أثري بالمنطقة الجنوبية الشرقية من مدينة أفاميا في تلة تقع إلى الشمال من البيت البيزنطي المعروف بحامل التماثيل على عمق سبعة أمتار حيث تم الوصول إلى الأرض الحقيقية وبهذا السبر ظهرت قطع نقدية وكسر فخارية غير واضحة المعالم لكنها بحاجة إلى معالجة.