تواصلت حوارات الكتل السياسية العراقية بشأن تشكيل الحكومة الجديدة في مسعى لتقريب وجهات النظر وسط خلافات حادة تنذر بإطالة مسلسل التأجيلات المستمرة للاعلان عن تشكيلة الحكومة التى طال انتظارها. فمنذ إجراء الانتخابات التشريعية فى شهر مارس الماضى و الطبقة السياسية في العراق تعيش بين مد الخلافات و انعدام الثقة بين الكتل السياسية والفصائل والسياسية وجزر الضغوطات الخارجية لتشكيل الحكومة المقبلة مما دفع بالوضع السياسي الى حالة من الانسداد. فكلما تعلن بعض الأطراف السياسية المعنية ب"قرب" تشكيل الحكومة الجديدة تصطدم بجدار الخلافات مع بعض التشكيلات الاخرى التي ترفض تقاسم السلطة لكنها تبدي تمسكها بمبدا "الشراكة" لحكم البلاد. وفي إطار المساعي الرامية الى تذليل الصعوبات أمام تشكيل الحكومة الجديدة كشف المسؤول من "القائمة العراقية" هانى عاشور عن قرب الإعلان عن تحالف سياسي جديد يضم حزب "الفضيلة" و"المجلس الأعلى الاسلامى" و"تحالف الوسط". وقال عاشور إن" أكثر من 80% من شوط المباحثات قد تم قطعه وكان ايجابيا جدا" مرجعا "هذه الايجابية" إلى أن" الحديث كان عن برنامج حكومى دون شخصنة الموضوع ومناقشة أسماء أشخاص". أما باسم شريف المتحدث باسم حزب "الفضيلة" فقد نفى التوصل إلى اتفاق لتشكيل تحالف جديد معربا عن استغرابه من"كون هناك اعلان يذكر فيه قرب تشكيل تحالف مع قائمته" نافيا الجلوس مع "تحالف الوسط" للاتفاق على آليات. ومن جانبه، كشف على الشلاه النائب عن "ائتلاف دولة القانون" عن اتفاق"أولي" بين الكتل النيابية على تقاسم مناصب الحكومة العراقية المقبلة مشيرا الى أن"هناك امكانية تحقيق اتفاق بين الكتل النيابية لتقاسم مناصب الحكومة المقبلة بالاعتماد على مبدأ الشراكة والاستحقاق الانتخابي". أما التحالف الكردستاني فقد أكد أن " وفد الكتل الكردية يحمل رسالة باسم الشعب الكردي لا يتجرأ أحد على تجاوزها" و اوضح مسؤول في الحزب أن " التحالف الوطني" هو الأقرب إليه للاتفاق على شكل الحكومة" بعد أن أبدى الاول استعداده للموافقة على الورقة الكردية. ونفى التحالف الكردستاني ما تناقلته بعض وسائل الاعلام عن نيته الاتفاق مع قائمة "العراقية" و"المجلس الأعلى الإسلامي" و"الفضيلة" للإعلان عن تشكيل كتلة جديدة تعمل على تشكيل حكومة البلاد. وفي ذات السياق أكد رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في العراق عمار الحكيم على أن تشكيل حكومة شراكة وطنية تضم القوائم الكبيرة الفائزة في الانتخابات البرلمانية "تعد المدخل الصحيح للاستقرار في العراق". وقال الحكيم ان"المدخل المهم الذي يمكن أن يضمن إستقرار العراق في هذه المرحلة الحساسة والحرجة يكون من خلال إتفاقات وتفاهمات بين الأطراف العراقية على برنامج محدد وتوزيع الأدوار بشكل يضمن المشاركة الحقيقية في الإدارة والقرار السياسي لكافة الأطراف السياسية والقوائم الفائزة". وأوضح أن" الاوضاع الهشة في العراق نتيجة التطورات السياسية التي شهدها والنظرة التي تحملها دول المنطقة والجوار لمصالحها والعلاقة المتبادلة بينها وبين العراق جعلت هذه الدول يكون لها وجهة نظر فيما يرتبط بالشأن العراقي". ويجري هذا في الوقت الذي يشهد فيه العراق استمرار أعمال العنف حيث أصيب 5 أشخاص في هجمات منفصلة اليوم في مناطق عراقية مختلفة فيما استهدفت عبوة ناسفة دورية أمريكية في مدينة "بعقوبة". واعلن مصدر فى وزارة الداخلية اليوم مقتل اربعة اشخاص وجرح ثلاثة اخرين بجروح فى انفجار عبوة ناسفة استهدف موكب كريم ماهود عضو "القائمة العراقية" جنوب بغداد مؤكدا نجاة هذا الاخير. وأعلن مصدر في الشرطة العراقية مصرع احد منتسبي استخبارات وزارة الداخلية العراقية واصابة مدني بجروح بانفجار عبوة لاصقة بسيارة الأول في منطقة الكرادة وسط بغداد صباح اليوم بينما اصيب ضابط في قوات حرس الحدود الكرديه "البيشمركة" ومدني بجروح بنيران مسلحين مجهولين ب"كركوك" شمال بغداد. و في ديالي شمال شرق بغداد إصيب 10 اشخاص بجروح بينهم سبعة إيرانيين في انفجار عبوة ناسفة استهدفت حافلة كانت تقلهم في قضاء "المقدادية".