انطلقت رسميا في كوت ديفوار الحملة الخاصة بالانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في 31 أكتوبر الجارى بعدما تأجلت مرارا بسبب الأزمة السياسية التي عصفت بالبلاد في السنوات العشر الأخيرة . وذكرت مصادر إعلامية انه وبعد ساعات من بدء الحملة رسميا يوم الجمعة علقت إعلانات دعائية على محاور الطرق الكبرى في أبيدجان تشيد بالمرشحين الثلاثة الأساسيين. وسيختار نحو 7ر5 مليون ايفواري نهاية الشهر الجاري رئيسهم من بين المترشحين ال14 لهذه الانتخابات التي كانت تؤجل في كل مرة. ومن بين ابرز هؤلاء المتنافسين على كرسي الرئاسيات الرئيس لوران غباغبو والرئيس الأسبق هنري كونان بيدييه ورئيس الوزراء السابق حسن وتاره. واعتبر المحللون السياسيون هذه الانتخابات ""تاريخية" لأنها ستنهي الأزمة السياسية و العسكرية التي بدأت مع الانقلاب العسكري ضد الرئيس غباغبو سنة 2002 الذي عمل على تقسيم البلاد إلى جزئين "الأول الجنوب الوفي للحكومة و الثاني الشمال التابع للمعارضة السابقة للقوات الجديدة". كما يؤكد العديد من الفاعلين السياسيين والمراقبين الدوليين أن الايفواريين ياملون في احترام تاريخ الانتخابات الذي لم يتسنى تحديده إلا بضمانات مسبقة من اللجنة الانتخابية المستقلة. وكان من المقرر ان تجري عمليات الاقتراع في نوفمبر الماضي ولكن تم تاجيلها بسبب خلل في عملية تسجيل وتحديد الناخبين. ويبدي المجتمع الدولي مخاوف من أن يؤدي تأخر الانتخابات إلى انغماس البلاد في حرب أهلية. وفي هدا الإطار، تبنى مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة قرارا أكد فيه التزامه بسيادة كوت ديفوار واستقلالها وسلامتها الإقليمية ووحدتها. وحث القرار السلطات الإيفوارية على إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد في ظل مناخ من الحرية والشفافية والنزاهة وفي حدود الإطار الزمني الذي حددته اللجنة الانتخابية المستقلة. من جهته، عبر الرئيس السينغالي عبداللاي واد عن أمله في إجراء انتخابات رئاسية "هادئة" في كوت ديفوار. ووجه رئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري الذي يؤدي دور الوساطة لحل أزمة كوت ديفوار السياسية " نداء قوي وصارم " من اجل "حملة انتخابية بدون عنف". وكان كومباوري قد أكد أن صبره سينفذ إذا لم تجر الانتخابات الرئاسية في كوت ديفوار قبل نهاية عام 2010 وهي الانتخابات التي تم تأجيلها مرارا منذ إبرام اتفاقية واغادوغو في مارس عام 2007 للخروج من الأزمة السياسية. ودعا الاتحاد الأفريقي الأطراف الايفوارية لتوفير كل الشروط للحفاظ على مناخ سياسي "هادئ " ووضع مصلحة البلاد وشعبها فوق كل الاعتبارات لإتمام مسار الخروج من الأزمة. بدوره، دعا الممثل الاممي بكوت ديفوار يون جين شوا كافة المترشحين الى التحلي "بالنضج" مؤكدا ان الشعب الايفواري " لايسمح بنشوب اعمال عنف قد تعرقل المسار الانتخابي في هذا البلد". تجدر الاشارة إلى انه قد تم تأجيل انتخابات الرئاسة عدة مرات منذ عام 2005 عندما انتهت فترة ولاية غباغبو. وجرى توقيع سلسلة من الاتفاقيات بين الحكومة والقوات الجديدة تحت وساطة بوركينا فاسو حول الانتخابات لإنهاء الأزمة التي اعقبت محاولة انقلاب في عام 2002 وحرب اهلية تلتها. ولضمان سير العملية الانتخابية في جو امن وهادئ اعلن الجيش الايفواري اعداده لخطة امنية تضمن بالاساس السير الحسن للعملية الانتخابية . وفي هذا الإطار، أعرب رئيس اركان الجيش الايفواري الجينيرال فيليب مانغو عن ثقته في فعالية هذه الخطة الامنية رغم بعض المشاكل اللوجستية المتعلقة خاصة بوسائل الاتصال بالنسبة للعناصر المكلفة بضمان امن هذه العملية الانتخابية.