اختيرت غابة تلمسان لتكون "غابة نموذجية" من طرف وفد يمثل الشبكة الدولية للغابات النموذجية بالعالم يترأسه خبير كندي. وذكر مسؤول بالمحافظة الولائية للغابات يوم الخميس أن الاختيار الذي سيكون ساري المفعول في غضون شهر نوفمبر المقبل جاء تتويجا لزيارة الوفد المذكور لولاية تلمسان في الأيام الثلاثة الأخيرة حيث تم دراسة ما تزخر به المنطقة من ثروات غابية وحيوانية هامة ومتنوعة فضلا عن الشريط الساحلي والمناطق السهبية حسب محمد زوبيري. وأوضح نفس المصدر أن الوفد قد عقد جلسات عمل مع مختلف الأطراف المعنية من مسؤولي قطاع الغابات وممثلي المجتمع المدني والجماعات المحلية المجاورة للغابات قبل القيام بزيارة ميدانية لمختلف المعالم الطبيعية والغابات التي تزخر بها الولاية مثل غابة "تزاريفت" وهضبة "لالة ستي" ومركز تربية طيور الصيد البرية وغيرها. وحسب ذات المصدر فإن هذا الاختيار الذي ترشحت له ثلاث ولايات أخرى (الطارف وبجاية وخنشلة) يسمح بإدماج غابة تلمسان ضمن شبكة الغابات النموذجية بالعالم لكي تستفيد من برامج متنوعة تعمل على حماية وترقية التراث الغابي واستثمار المؤهلات البشرية والطبيعية المجاورة للغابة في الأنشطة التي تتماشى مع المحيط وتحترم البيئة وتساهم في التنمية المستدامة. وللاشارة تتوزع الثروة الغابية بولاية تلمسان على مساحة إجمالية تقدر بحوالي 217.000 هكتار أي ما يعادل 24 بالمائة من المساحة الاجمالية حيث تزخر غابات الجهة بعدة أصناف من الأشجار منها الصنوبر الحلبي والسنديان الفليني والسنديان الأخضر و العرعار. كما تتوفر الولاية على الحظيرة الوطنية التي تتربع على مساحة 8225 هكتار وتشمل سبع بلديات منها على الخصوص تلمسان ومنصورة وعين فزة وهي تتميز باحتوائها على عدد هام من المعالم ذات القيمة التاريخية الكبرى مثل المجمع الديني للعباد والمتكون أساسا من جامع "سيدي بومدين" وقبته ودار السلطان وكذا أثارات منصورة التي تعود الى العهد المريني والأثارات الزيانية بحي "أقادير" العتيق. و الى جانب هذه الشواهد التاريخية فان حظيرة تلمسان التي أنشئت سنة 1993 تتضمن معالم طبيعية جذابة مثل شلالات "الوريط" ومغارات "بني عاد" ببلدية عين فزة ومواقع رطبة مثل "ضاية الفرد" التي صنفت ضمن اتفاقية "رمسار" و تستقبل في شتى المواسم عددا هاما من الطيور المهاجرة منها النادرة أو المهددة بالانقراض ناهيك عن مناظر خلابة عبر الغابات والجبال والسهول المختلفة. ومن جهة أخرى تحتوي الولاية في الجانب العلمي على معهد مختص بالعلوم الغابية ومخابر بجامعة "أبي بكر بلقايد" تهتم بالبيئة وحماية المحيط فضلا عن جمعيات متعددة تعني بهذا الجانب البيئي مما أهلها أن تحظى بهذا الاختيار حسب نفس المسؤول.