أعلن والي ولاية غرداية (جنوبالجزائر) يوم الخميس أن محطة تكاثر ظباء الصحراء التي تعيش داخل الحظائر الواقعة بالمنيعة (265 كلم عن مدينة غرداية) ستدخل حيز الإستغلال قبل نهاية سنة 2010 الجارية. و كان والي الولاية قد حث لدى تدخله عقب زيارة تفقدية قام بها يوم الأربعاء لمختلف ورشات انجاز مشاريع ذات منفعة عامة لفائدة مواطني هذه المنطقة الواقعة جنوب ولاية غرداية مسؤولي محافظة الغابات على ضرورة إنهاء هذا المشروع "الحيوي" في الآجال المحددة من أجل الحفاظ على التنوع البيئي. و من جهته أشار محافظ الغابات أن هذا المشروع الذي بلغت تكلفة إنجازه 85 مليون دينار والمندرج في إطار عملية ترمي إلى المحافظة على تكاثر الأنواع الحيوانية غير الأليفة و المهددة بالإنقراض يهدف إلى إعادة انتشار الغزلان عبر هذه المنطقة من جنوب الوطن و استعادة نظامها البيئي من جديد وقد كشفت دراسة أجرتها محافظة القطاع أن هناك تراجعا "متزايدا" لظباء الصحراء. وأوضح مسؤول مصلحة توسيع التراث وحماية الثروة الحيوانية و النباتية التابعة لمحافظة الغابات بغرداية أن هذه الغزلان تواجه خطر الإنقراض بشكل حاد نظرا لعدة عوامل تتمثل أساسا في تقهقر الوسط الطبيعي والبيولوجي للغزلان من جهة وبسبب الصيد غير الشرعي المبرمج من جهة أخرى. و سيمكن هذا المشروع بإعادة جلب الغزلان من عدة فصائل على غرار الصحراوي العربي خصوصا منها غزلان "الدوركا" و "دامس" و "أداكس " و " لوريكس" و تربيها داخل الحظائر في مساحات طبيعية تقع بالمنطقة المسماة (صورة الحايد) الواقعة على بعد 10 كلم شمال مدينة المنيعة و الممتدة على مساحة 200 هكتار حيث سيتم تكاثر هذه الحيوانات تدريجيا إلى جانب تحسين التنوع البيولوجي و زيادة هذه الثروة الحيوانية من خلال الإطلاق السنوي للغزلان. و تتمثل أشغال هذا المشروع الذي لا يزال قيد الإنجاز في عملية تسييج واسعة لكامل هذه المحطة على علو يصل إلى 2.5 متر و إنشاء معازل للتكاثر و لحماية وعلاج للحيوانات المريضة و أخرى للتأقلم. و تعيش الظباء أو غزلان الريم في شكل قطعان صغيرة في الوديان و الكثبان الرملية و المناطق الصخرية من الصحراء حيث تقوم بالتزاوج كل ثلاثة أشهر ويتم الوضع بعد فترة تتراوح مابين 160 و 180 يوما إذ أن الظباء تضع صغيرا واحدا في كل وضع مما يجعلها مهددة بالإنقراض. و أشار نفس المصدر أن الحكومة الجزائرية قد سنت قانونا جديدا في أوت 2007 يتعلق بالصيد مما أعاد الأمل في تنمية التراث الحيواني. و دعا والي ولاية غرداية المسؤولين عن هذا المشروع إلى تكثيف الجهود من أجل استكمال أشغال إنجازه في الآجال المحددة بغية إدخال هذه المحطة حيز الإستعمال ومن ثم توفير أكثر من عشرين منصب عمل دائم لفائدة شباب المنطقة.