إرتفعت صباح يوم الأحد حدة التوتر بين الكوريتين مع إنطلاق المناورات العسكرية الامريكية-الكورية الجنوبية قبالة سواحل شبه الجزيرة الكورية، الامر الذي أثار مخاوف لدى بيونغ يانغ التي توعدت بالرد على أي إنتهاك لمجالها البحري. وبعد خمسة أيام من إطلاق كوريا الشمالية عشرات القذائف على جزيرة يونبيونغ بالقرب من الخط الفاصل البحري المتنازع عليه بين سيول وبيونغ يانغ إنطلقت اليوم مناورات عسكرية مشتركة ضخمة بين الولاياتالمتحدةالامريكية وكوريا الجنوبية من المنتظر أن تستمر أربعة أيام في البحر الأصفر وستكون أضخم من المناورات السابقة حسب ما أعلنته هيئة الاركان المشتركة الكورية الجنوبية. وعقب الإعلان عن المناورت حذرت كوريا الشمالية من "عواقب لا يمكن التكهن بها" مؤكدة ان هذه الاعمال تدفع شبه الجزيرة الكورية "الى شفا الحرب". وذكرت صحيفة (رودونع سينمون) الكورية الشمالية في هذا السياق ان بيونغ يانغ تعتزم الرد ب "هجوم مضاد قاس" على اي عمل استفزازي في مياهها الاقليمية مؤكدة أن العمل المضاد الذي قد يتخذه الجيش الشعبي الكوري الشمالي سيعتبر "ممارسة مشروعة لحق الدفاع عن كرامة وسيادة البلاد". وذكرت مصادر في الجيش الكوري الشمالي أن بيونغ يانغ حضرت كل الاستعدادات العسكرية الضرورية للرد على إستفزازات جارتها الجنوبية إذ قامت بنشر صواريخ أرض - جو من طراز ايه اس -2 بالقرب من الحدود المائية مع الجنوب في البحر الغربي. من جهتها، أكدت الولاياتالمتحدةالامريكية التي تقود المناورات أن هذه الأخيرة تمرينات عسكرية دفاعية تهدف إلى منع كوريا الشمالية من القيام بهجمات جديدة عبر حدودها مع الجنوب. وتخوفا منها من أي ردة فعل عسكرية دعت كوريا الجنوبية سكان جزيرة يونبيونغ إلى الدخول في الملاجىء بعد بدء المناورات بيد انها عادت والغت هذه الدعوة لاحقا. وبعد بضع ساعات من اطلاق العمليات سمع دوي قصف مدفعي على ما يبدو قرب جزيرة يونبيونغ الكورية الجنوبية التي قصفتها بيونغ يانغ هذا الاسبوع. وأكد متحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية للصحافة أن إنفجارات بعيدة قد تكون ناتجة عن قصف مدفعي دوت من جهة كوريا الشمالية. كما طلبت السلطات الكورية الجنوبية من الصحافيين الموجودين على الجزيرة مغادرتها مساء الاحد بسبب التخوف من "اعمال استفزازية" من جانب كوريا الشمالية إذ أن هناك بحسب وكالة الانباء كوريا الجنوبية "يونهاب" حوالي اربعمئة صحافي حاليا في يونبيونغ التي غادرها معظم سكانها البالغ عددهم حوالي 1300 شخص. ونظرا لإحتدام التوتر بين الجارتين أعلن مسؤول عسكري في سيول إن التقرير السنوي حول الدفاع للعام الجاري سيعمل على إعادة تصنيف كوريا الشمالية على أنها "عدو رئيسي" بعدما كان يستخدم مصطلح "مهدد عسكري قائم". وذكرت وكالة "يونهاب" أن إعادة تعريف كوريا الشمالية على أنها "العدو الرئيسي" في التقرير السنوي حول الدفاع سيكون المرة الأولى منذ ست سنوات. وتتابع من جهتها دول الجوار التطورات التي تعيشها المنطقة بقلق وتحاول من فينة الى اخرى التدخل ووضع حد للتور الذي بات يهدد امن واستقرار المنطقة ككل وقالت في هذا الشأن الحكومة اليابانية اليوم إنها تراقب عن كثب ردود الفعل الكورية الشمالية على المناورات العسكرية المشتركة التي تجريها الولاياتالمتحدة مع كوريا الجنوبية في البحر الأصفر. وذكرت وكالة الأنباء اليابانية (كيودو) أن الجيش الياباني يجري عمليات مراقبة في الاجواء والمياه القريبة من الحدود فيما وضع جميع أعضاء الحكومة اليابانية في حال تأهب للرد على أي تطورات محتملة في كوريا الشمالية. وقد تلقى رئيس الوزراء ناوتو كان تقارير من المسؤولين الحكوميين حول التطورات وقال "أصدرت تعليماتي لهم لمواجهة الوضع بطريقة حازمة ". من جهتها، إقترحت الصين عقد مشاورات إستعجالية بداية شهر ديسمبر المقبل للدول المشاركة في المفاوضات حول البرنامج النووي ليونغ يانغ. كما أعلنت الحكومة الصينية أنها ستصدر اعلانا هاما في وقت لاحق وسط التوتر العسكري الذي يخيم في شبه الجزيرة الكورية دون تقديم المزيد من التفاصيل حول مضمون الاعلان. ويأتي هذا القرار بعد ان إجتمع الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك مع مستشار الدولة للشؤون الخارجية الصيني السيد داي بيونغوي الذي زار البلاد بصفته المبعوث الخاص للزعيم الصيني هو جينتاو قبل ظهر اليوم في مقر الرئاسة. وعقب المشاورات، قال المسؤول الصيني ان بلاده إتفقت مع الرئيس الكوري الجنوبي على بذل جهود لتخفيف حدة المواجهة بين الكوريتين ووصفت في ذات الوقت المواجهة بين الجارتين بانها "مثيرة للقلق". كما دعا الامين العام لرابطة دول جنوب شرق اسيا "الاسيان" سورين بيتسوان الى عدم إستخدام القوة أو التهديد بها فى حل النزاع القائم بين الكوريتين والعمل من أجل اقامة سلام دائم فى شبه الجزيرة الكورية لتحقيق الامن والاستقرار في المنطقة. وأشار بيتسوان إلى أن الامانة العامة للاسيان ومقرها جاكرتا تدعو جميع الاطراف إلى التحلى بضبط النفس وتجنب أي عمل عسكري يزيد من التوتر مؤكدا أهمية تشجيع المصالحة بين شطري الجزيرة الكورية. وكان التوتر قد تصاعد في شبه الجزيرة الكورية بعد قصف بيونغ يانغ لجزيرة قرب الحدود يوم الثلاثاء الماضي مما أدى إلى مقتل عسكريين اثنين كوريين جنوبيين بالإضافة إلى مدنيينآخرين وأدى على سقوط نحو 18 جريحا.