أكد رئيس القسم الاقتصادي بالوكالة الدولية للطاقة فتيح بيرول في حديث نشرته يوم الأربعاء المجلة الشهرية "النفط و الغاز العربي" أن عهد النفط "بسعر زهيد قد ولى". و صرح الخبير أن "عهد النفط بسعر زهيد قد ولى. في الماضي كان تزايد الطلب على النفط موزع على عدة قطاعات اقتصادية و كان بامكان المستهلكين ان يتجهوا كرد فعل على تطور الأسعار نحو طاقة أخرى لاسيما الكهرباء و الصناعة و تدفئة السكنات". أما اليوم يقول نفس المتحدث فان "استهلاك النفط يتركز أكثر فأكثر في قطاع النقل و أنه لا يوجد حاليا خيار ناجع لاستخلاف الوقود". في هذا السياق كشف نفس المتحدث "و هذا يعني أنه يجب أن يكون سعر النفط مرتفع أكثر حتى يكون به تأثير معتبر على الطلب". حسب بيرول فان "البلدان التي تدعم أسعار المنتوجات النفطية ستمثل نسبة مرتفعة في الطلب العالمي على النفط". و فيما يتعلق بالعرض اعتبر المتحدث أن سعر البرميل سيكون "مرتفع أكثر فأكثر" مشيرا إلى أن العراقيل التي يواجهها المستثمرون تشير إلى أن ارتفاع أسعار الخام "قد لا تؤدي الا لزيادة معتدلة في الانتاج مستقبلا". و ردا على سؤال حول ما اذا كان هذا التوجه سيشجع البلدان المنتجة و المصدرة للبترول أبدى الخبير بعض التحفظ". و كشف نفس المسؤول "نعتقد أنه اذا بقيت الأسعار مطولا مرتفعة جدا فان مثل هذا الخبر لن يكون ايجابيا لأي من الأطراف لاسيما للبلدان المنتجة كونها بحاجة إلى زبائن مهمين". و يرى المتحدث أن "مثل هذه الوضعية قد تحفز البلدان و المتعاملين الصناعيين على مضاعفة جهودهم الرامية إلى تطوير طرق النقل التي لا ترتكز على النفط مما قد يكون له أثرعلى استهلاك النفط مستقبلا". من جهة أخرى و لدى تطرقه إلى الطلب المتزايد على الغاز أشار بيرول إلى أن العالم على وشك الدخول في "العصر الذهبي" للغاز الطبيعي لأسباب ذات صلة "بوفرة الاحتياطي و أسعاره التنافسية إضافة إلى مزاياه على الصعيد البيئي و حصته المتزايدة في إنتاج الكهرباء". و أكد في هذا السياق أنه "من المهم ألا تظهر البلدان الأعضاء في منتدى البلدان المصدرة للغاز مؤشرات سيئة للمستهلكين الحاليين و المحتملين للغاز" مضيفا "نحتاج إلى سوق للغاز تعمل بأسلوب جيد و تكون تحت حكم القوى البارزة في السوق". و فيما يتعلق بمطلب البلدان المنتجة بتحديد سعر الغاز على أساس سعر البترول كشف الخبير على مستوى الوكالة الدولية للطاقة أن "الاختلافات المتزايدة بين أسعار الغاز في العقود الموقعة على المدى الطويل و تلك التي يتم تحديدها على مستوى أسواق المواد الأولية تطرح العديد من التساؤلات". و أوضح ذات المتحدث قائلا "أنا لا أقول أننا لا نحتاج إلى عقود توقع على المدى الطويل بل بالعكس أعتقد أنه في العديد من الحالات تكون هذه العقود ضرورية للسماح بإقامة الاستثمارات المطلوبة التي تبقى مهمة للغاية كما يجب في نفس الوقت أن يكون هناك مزيد الإبداع لإيجاد حلول فيما يتعلق بتحديد الأسعار" معتبرا أنه يجب أن تكون العقود المستقبلية لبيع و شراء الغاز التي ستوقع على المدى الطويل "مختلفة عن تلك التي نعرفها اليوم".