تتواصل الجهود الأفريقية و الإقليمية الرامية إلى إيجاد مخرج للوضع المتأزم فى كوت ديفوار التي أصبحت برئيسين و رئيسين للوزراء فيما تتعالى أصوات المجتمع الدولي منادية باحترام نتائج الانتخابات الرئاسية الاخيرة ومحذرة في نفس الوقت من اندلاع حرب أهلية جديدة. وفي هذا الإطار، يواصل رئيس جنوب افريقيا السابق تابو مبيكى الذي أوفده الاتحاد الافريقي في مهمة وساطة "عاجلة" لكوت ديفوار مساعيه من أجل المساعدة في "تيسير الاكتمال الشرعي والسلمي" للعملية الانتخابية في البلاد بعدما وصلت الاوضاع الى المربع الخطير في أعقاب اعلان كل من لوران غباغبو و منافسه الحسن واتار نفسه رئيسا للبلاد و تعيين كل منهما لرئيس وزرائه ومع ترقب تشكيل حكومتين. وأجرى مبعوث الاتحاد الافريقي مبيكي امس محادثات بابيدجان مع الحسن واتارا الذي أكد له بأن يطالب غباغبو ب"الانسحاب و ترك السلطة" قبل ان يلتقي بهذا الاخير لبحث السبل الناجعة لايجاد حل للمأزق السياسي الذي تسببت فيه الانتخابات الرئاسية الأخيرة. كما أجرى مبيكى لقاءات مع ممثلي المفوضية الانتخابية المستقلة والمجلس الدستوري حول تداعيات الازمة. وعقب لقائه مع غباغبو صرح مبيكي أنه" لابد من السماح للطرفين لابداء رأيهم فيما يخص المشكل ليتم اتخاذ الاجراءات اللازمة وما يجب فعله فيما يخص هذا الموضوع". وكان المبعوث الافريقي قد التقى في وقت سابق بالممثل الخاص للامم المتحدة في كوت ديفوار بون جين شاو. و تزامنا مع مواصلة الالة الدبلوماسية الافريقية مشاوراتها عين غباغبو أحد مقربيه السيد جيلبير ماري نغبو اكيه استاذ اكبر جامعة في ابيدجان رئيسا لحكومته و تم اعلان عن حكومة موازية برئاسة غيوم سورو زعيم "المتمردين السابقين" الذي ابقاه الحسن وتارا في منصبه لمواصلة مهامه. و من المقرر أن يجري مبيكي سلسلة من اللقاءات الاخرى مع الفاعلين السياسيين قبل أن يغادر ابيدجان ظهر اليوم. ويرى المتتبعون للشأن الايفواري بأن جهود الوسيط الافريقي مبيكي "تبدو في الوقت الراهن وكأن مألها الفشل" نظرا لان ليس ثمة مؤشر يوحي بان لوران غباغبو الذي اعطاه المجلس الدستوري الفوز في الانتخابات الرئاسية مستعد للانسحاب والاعتراف بهزيمته امام خصمه الحسن واتارا الذي اكدت نتائج الانتخابات التي اعلنتها المفوضية العليا فوزه بأكثر من 54 بالمائة من الاصوات وصادقت عليها الاممالمتحدة. كما يبدو الحسن واتار في موضع "القوة" بفضل دعم المجتمع الدولي "الواسع"والذي يواصل تأييده "المطلق" للرجل الذي سيعلن عن قريب عن تشكيلته الحكومية. و بالموازاة مع مساعي الاتحاد الافريقي تعقد منظمة مجموعة غرب افريقيا (ايكواس) اجتماعا طارئا غدا الثلاثاء بأبوجا لبحث تطورات الوضع في كوت ديفوار بمبادرة من نيجيريا التى ترأس المجموعة. وأوضح جيمس فيكتور جيهو رئيس مفوضية "ايكواس" ان هذا الاجتماع يهدف الى "تجنب انزلاق الاوضاع فى كوت ديفوار" ووصوله الى الهاوية بما يفتح مجالا لتجدد الحرب الاهلية فى البلاد بعد أن وضعت أوزارها فى العام 2002. كما سيتناول قادة (الايكواس) خلال القمة تقارير المراقبين الذين أوفدهم تجمع ايكواس الى كوت ديفوار لمراقبة مجريات الانتخابات الرئاسية فى دورتها الثانية التى جرت الأحد الماضى. هذا و شهدت عدة أسواق في كوت ديفوار امس أعمال نهب و فوضى على خلفية الاضطرابات السياسية الواسعة التي تشهدها البلاد منذ عدة ايام بسبب الأزمة المحتدمة بين الفرقاء السياسيين. ونقلت تقارير واردة من ابيدجان العاصمة بان عددا من المتاجر تعرضت للنهب بعدد من المدن الايفوارية وسط مخاوف كبيرة من تداعيات أعمال الشغب التي اندلعت بين أنصار المرشحين. و من جهة أخرى، أعلن الجيش الإيفواري فتح الحدود برا وبحرا وجوا في الجزء الجنوب من البلاد الذي يسيطر عليه بعد ما تم اغلاقه عشية الاعلان عن نتائج الانتخابات مع الابقاء على حظر التجوال ليلا. و دوليا تبقى الازمة في كوت ديفوار تثير مخاوف الاسرة الدولية حيث دعت كل من الولاياتالمتحدة و بلجيكا راعاياها من عدم السفر الى كوت ديفوار بينما تتواصل ردود الفعل الرافضة لاعلان لوران غباغبو رئيسا للبلاد و الداعية الى" الاعتراف بنتائج الاقتراع و احترام ارادة الشعب الايفواري".