بلغ التوتر ذروته في كوت ديفوار غداة الاحداث الدموية التي خلفت يوم الخميس عشرات القتلى و المصابين خلال مواجهات انصار الرئيس المنتخب الحسن واتار والجيش الموالي للوران غباغبو للسيطرة على المقر الاذاعة و اللفزيون فيما صعد المجتمع الدولي من ضغوطاته ولهجته حيث امهل هذا الاخير وقتا "محددا للتخلى على السلطة". و خلفت الاشتباكات بين قوات الأمن الموالية للرئس غباغبو و محتجين مناصرين للرئيس المنتخب الحسن واتارا في ابيدجان خلال مسيرة نظموها استجابة لدعوته بالاستيلاء على محطة التليفزيون الرسمية والمقرات الحكومية ما بيم 20 و 30 قتيلا اضافة الى عشرات الجرحى. وأغلق الجيش النظامي كافة الطرق المؤدية إلى مبنى الاذاعة و التليفزيون لصد مسيرة شارك فيها انصار الرئيس المنتخب مجاؤوا من ختلف الجهات في محاولة للاستيلاء على مبنى الراديو و التلفزيون قبل ان يلجا الى اطلاق النار عليهم. واوضح متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر كيلنوربانغلانغتسهانغ ان متطوعين تابعين للصليب الاحمر ذكروا انهم" نقلوا 80 شخصا على الاقل نحو المستشفيات افضا التحدث عن طبيعة جراحهم. ومن جهتها ذكرت القوات الجديدة/المتمردون سابقا/ التي تؤيد واتارا ان شخصين قتلا و اصيب اخر بجروح في صفوفها في المعارك ضد قوات الدفاع و الامن قرب نزل "الغولف" الذي يقيم فيه واتارا و حكومته. و على غرار العاصمة ابيدجان رفت العديد من المدن الداخلية في كوت ديفوار اجواء التوتر و العنف في اعقاب اشتباكات بين القوات الجديدة و القوات النظامية. واعلنت وزارة الخارجية الامريكية ان قذيفة صاروخية سقطت في باحة السفارة الامريكية في ابيدجان دون ان تسفر عن ضحايا. و ينتشر حوالى 800 من عناصر قوة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة منذ امس حول فندق "غولف" فى ابيدجان حيث يقيم الحسن وتارا و حكومته. لكن معسكر واتارا وجه نداءا لمواصلة المسيرة التي قمعها الجيش اليوم باتجاه مبنى الاذاعة و مقر الحكومة المحاصرين من طرف القوات الحكومية الموالية لغباغبو في خطوة قد تؤدي بالوضع الكارثي الى حمام دم اخر. ودعا واتارا و رئيس وزرائه غيوم سورو انصارهما الى التوجه من جديدة الى المقرين الحكوميين اللذين يشهدان حالة استنفار قصوى وانتشارا مكثفا للقوات الحكومية. وتاتي هذه الاحداث فيما يجري رئيس المفوضية للاتحاد الافريقي جون بينغ وساطة ثانية اليوم في محاولة لايجاد حل للازمة السياسية الناجمة عن الانتخابات يوم 28 نوفمبر الماضي حيث التقى مع كل من الرئيس المنتخب الحسن واتارا الذي اعلنت المفوضية للانتخابات فوزه قبل ان يجتمع بلوران غباغبو الذي اعطاه المجلس الدستوري الفوز بمنصب الرئاسة وتحادث ايضا مع الممثل الاممي في كوت ديفور شواي يونخ جين. و في تحذير شديد اللهجة امهل الاتحاد الاوروبي و الولاياتالمتحدة و فرنسا الرئيس غباغبو "وقتا محددا لتسليم السلطة "للحسن وطرا باعتباره لرئيس"الشرعي" لكوت ديفوار. و حملت رئيسة الدبلوماسية اروروبية كاترين اشتون الذين يرفضون الانتقال"السلمي" للسلطة الى واتارا مسؤولية التبعات المنجرة علتى ذلك. و يستعد الاتحاد الاوروبي لفرض عقوبات على غباغبو و اقربائه تتمثل في تجميد أرصدة بنكية وفرض حظر للسفر عليهم وتمس هذه العقوبات "المسؤولين الذين رفضوا أن يكونوا تحت سلطة الرئيس المنتخب بشكل ديموقراطي". و من جهته وجه مجلس الامن الدولى تحذيرا الى مرتكبي الهجمات ضد المدنيين في كوت ديفوار مشددا على ان المسؤولين عن تلك الاعتداءات سيتحملون مسؤولية افعالهم و"سيعرضون امام القضاء" كما قال. ودعت روسيا الاطراف المعنية الى "وقف اعمال العنف وترجيح كفة الحوار لايجاد حل للاشكاليات القائمة" كما دعت "المجتمع الافريقي الى المشاركة بنشاط لايجاد حل سلمي وسياسي للحد من الازمة السياسية الحالية التي يتخبط فيها كوت ديفوار والبحث عن صيغة التسوية التي يمكن أن تضمن تحقيق المصالحة الوطنية والامن والسلام الدائم في البلد". و بدورها أعلنت منظمة المؤتمر الإسلامي عن رفع توصية إلى وزراء الخارجية بالدول الأعضاء في المنظمة تقضي بتعليق مشاركة كوت ديفور في جميع اجتماعات المنظمة وأنشطتها حتى يتولى الرئيس المنتخب للبلاد الحسن درامان واتارا مسؤولياته الكاملة كرئيس للدولة.