بدأ العد التنازلي للتنافس على جائزة "الأهقار الذهبي" للمهرجان الدولي للفيلم العربي لوهران بعرض مساء يوم الثلاثاء الفيلمين الطويلين "النخيل الجريح" للمخرج التونسي عبد اللطيف بن عمار و"مرة أخرى" لجود سعيد من سوريا. ويتناول الفيلم الأول قصة الشابة التونسية "شامة " التي تبحث عن عمل فيمنحها مؤلف قصص رقن مخطوطة تتمثل في سيرة ذاتية تحكي قصة معركة "بنزرت" في سنة 1961 التي جرت بين الجيش الفرنسي والآلاف من الوطنيين التونسيين المتطوعين. وستكتشف أثناء قراءة هذه المخطوطة بشغف أشياء مخيفة عن فقدان أبيها في هذه الفترة ودور المؤلف الكتاب في ذلك. وتتوالى أحداث هذه القصة عندما ترتبط "شامة" بعلاقة صداقة مع امرأة جزائرية استقرت بتونس خوفا على حياتها من الإرهاب. وفي وسط شاعري لنخيل بنزرت تظهر ثلاثة خلافات الى الأفق متلازمة لتحكي قدر الشعوب العربية معبرا عنها عبر سيرة شخصيات الفيلم المتأثرة مباشرة أو بطرق غير مباشرة بعنف التاريخ. وللإشارة، فإن هذا العمل السينمائي الذي يدوم أكثر من ساعة ونصف وكتب السيناريو نفس المخرج من انتاج مشترك بين الجزائر وتونس. يذكر أن المخرج عبد اللطيف بن عمار قد اشتهر باخراجه ل "قصة بسيطة" سنة 1970 و"سجنان" (1974) و"عزيزة" (1980) و"نغم الناعورة" في عام 2002 كما أنشأ شركته الانتاجية الخاصة حيث أنتج عن طريق المشاركة على وجه الخصوص أفلام المخرج التونسي ناصر خمير. أما فيلم "مرة أخرى" لمخرجه السوري جود سعيد فيسرد قصة "ماجد " ابن ضابط سامي في الجيش السوري حيث يتربى ويكبر وهو يشاهد المعارك التي يخوضها أبوه بما في ذلك الاجتياح الاسرائيلي للبنان سنة 1982. كما فقد أمه التي قتلها قناص وهو يستهدف الأب. ويجرح ماجد نفسه ذات يوم ببندقية فيدخل في غيبوبة ويفقد الذاكرة ثم يصبح في سنة 2006 اطارا في بنك بسوريا ويعيش يتيم الأب والأم وستعمل مديرة البنك على إيقاظ ذاكرة الحرب والحب في نفسية ماجد. ويعد هذا العمل السينمائي أول فيلم طويل يخرجه جود سعيد المتحصل على ماستير في الدراسات السينمائية (اختصاصا اخراج) بفرنسا (2006) حيث سبق وأن أنجز فيلمين خياليين قصيرين وهما "مناجاة" و"الوداع".