مضطرا خرجتُ..
الكمامة على وجهي ويدي خوف بهيج..
تحركت صورة أبي على الجدار: إلى أين؟..
ولم أجبه..
تثاءب الجدار..مستغربا نظر إليَ..
كتاب أبي العلاء المعري الذي قرأت بعض صفحاته ووضعته على الطاولة راح يقفز خلفي..
انفتح الباب لي من تلقاء نفسه..
ماءت القطة (...)
كلماتك التي وصلت إليَ هنا غادرتني سريعا..
كنت تائها ولم أجدني..
كلماتك التي جاءت بعدها كانت أنفاسك فيها..ووجدتُني..
سعيدا صرتُ..وسرت إليك..
كانت الفراشات على شفتيَّ ربيعا..
كنتِ الأغنية..وكنتُ أغني..
كنتِ الحقل وكنتُ سنابله..
كانت الكلمات تذهب/ (...)
فرح الليل عميقا وهو يرى السحب الكثيفة تغزو سماء المدينة قال:
- سأنام الليلة على وقع زخات الأمطار وأصوات الرعد..سأنام سعيدا ، تمدد على الأسطح المنزلية والمؤسسات ..على الشوارع الطويلة الفسيحة والأزقة الضيقة..وأغمض عينيه الحالمتين.. كانت الابتسامة تعلو (...)
خرجت مريم في هذا الصبح الناشفِ.. فرحت أشجار السرو وأرصفة الشارعِ ، ومشى الظلّ إليها ، وعصافير الحقل الهارب حامت فوق أناقتها.. كانت تمشي تتأبط صمت الأشياء الأخرى، عيناها جهة الأرضِ.. وكفاها لصق الجسد الخائف من نسمته.. كانت تمشي.. الجدران وأيضا طرقات (...)
حين استعصى أمر إخراج الألف جني يهودي من القرية، قال بلحمر لأهل القرية: اذهبوا.. سأتدبر الأمر.. دخل الغرفة.. أغلق الباب خلفه وجلس.. ماذا أنت فاعل يا بلحمر؟.. سأل الأحمرُ بلحمرَ.. أطال التفكير.. ضرب أسداسه بأخماسه ولم يجد الحل.. في المنتصف.. منتصف (...)
الطغاة كما الأرقام القياسية، لا بد أن يأتي يوم وتتحطم
محمد الماغوط
جسدي ضابحٌ..
ويدي.. لا تكاد تردُّ..
يقول الحذاء: تعبتُ..
تقول الشوارع أيضا: تعبتُ..
التراب الذي يتجعد شعري: تعبتُ..
أوسد ما تبصر العينُ جفنيَّ..
أرمي الكلام على تيههِ..
وأوشوش لي (...)
كأن الحجاب عليك ترابٌ..
وهذا النقاب على وجهك البربري ضبابٌ..
كأن خطاك وراءٌ..
ودفءَ المدارات في كفك الوتريِّ.. غرابٌ..
كأنك في ..
شجر يحترقْ..
ولا ماءَ في الكهفِ..
لا موجَ في جسدي..
وحده.. ثلجك المرمريُ يسددني..
والطريق (...)
سلاما عليك ..هناك الصويره..
سلاما على الأطلسيِ يمد الأكفَّ إليك صعيدا..صعيدا..
سلاما على الأرض فيكَ..
المدى شجر القلبِ..
والبحر ريح الشمال لأصواتنا..
سلاما عليَّ..هنا وجل القبراتِ..
ارتجاف الخطوط بكفي التي لا ترى..
خجل الريح في غيم هذا المساء (...)
أعلنت بهذا النص الشعري انسحابي من المجلس الوطني لاتحاد الكتّاب الجزائريين..
عذرا لكل أصدقائي الطيبين فيه..
* * *
كان الشيطان يرى الراعي حجرا في الصمتِ وكانت عنزات السفح حصى الأقدارْ ما هذا الغيم؟ تساءلَ ثم ..لكي ينأى بخطاه عن الرملِ تناسل صمتا آخرَ (...)
إيه يا المبروك.. إيه!.. صوت نايك اليوم أكثر حزنا.. علق أحدنا.. وفرحا أيضا.. أكمل آخر.. وأرق صوتا..أضاف الثالث.. واستيقظ الوهج في الداخل.. غزالا كان.. تحولت الأرجل والأذرع رقصا غجريا.. مد عمي خليفة في مقدمة الركب يده اليمنى.. قبض على طرف البرنوس وأخذ (...)