من أحْسن مَنْ كتبوا عن الاستشراق المرحوم، المفكّر، الباحث إدوارد سعيد؛ فبالنسبة إليه: الاستشراق مشروعٌ ناجحٌ للغرب، والخاسرُ فيه هو الشرق، ثم إنه لا مكانَ فيه للعمل الفردي، إنه عملٌ جماعيٌّ يمتلك هُوية حقيقية، تراكمية، وجماعية غربية؛ وبالتالي فهو (...)
من قديمٍ والحكي والقصُّ وسيلتان لتفريغِ دواخلِ النفسِ، والتعبيرِ عن مكنونِ الصدورِ، وما يخْتلِجُ بها من آلامٍ ومسرَّاتٍ، وساعاتِ عسْرٍ، ولحظاتِ نشْوى..فالقصة القصيرة حالةٌ من الحكي الماتعِ.. أخذتِ القصةُ القصيرةُ من القصيدةِ شعريتَها، وموسيقاها، (...)
وصلتني في الأيام الأخيرة رواية" الزّمن الصّعب" للأستاذ الجامعي الروائي، الشاعر الجزائري عميش عبد القادر التي صدرت سنة 2020 عن دار خيال لصاحبها رفيق طيبي، من الحجم المتوسط 152 صفحة في طباعة أنيقة، وإخراج راقٍ.
ظلت ثورة التحرير الجزائرية حاضرة بقوة في (...)
أدب الرحلات هو ذلك الأدب الذي يُصوِّر فيه الكاتب بكاميراته، وبقلمه، وربّما بريشته ما رآه، وما عايشه شخصيا، وما جرى له من أحداث، وما صادفه من أمور، وما تعرّف عليه من معلومات في أثناء رحلةٍ، أو رحلات قام بها إلى بلدٍ، أو عدد من البلدان .ولأدب الرحلات (...)
تسميتها مشتقّة من كلمة» غيث»، والغيث في اللغة العربية يعْني» المطر الصيفي الخفيف» الذي يغيث البشر من قساوة الجفاف، وشُحِّ نزول الماء؛ يُقال صدرت هذه التسمية من شيخ طاعن في السنِّ، أعياه السفر، وأرهقته الرحلة حتى كاد يُهلكُ إلى أن تراءت له واحةٌ (...)
إنّ الشعرَ فكرةٌ وعاطفةٌ وموسيقى ..بغير الموسيقى لا يكون الشعرُ، ولولا الأذن ما كان الكلام، وما يتولّدُ من ارتباط المعاني، وما يندمج من ألوان الصّور، وما يتآلف من رنّات اللّفظ ..ليس إلاّ هذا الكائن الفنّي المتناغم الذي نسمّيه شعْرا، وكيف لا يكون (...)
علاقة الإنسان بالسينما علاقة وطيدة، فالإنسان كائن جماليٌّ، يبحث عن الجماليات في كل شيء، وتيمة الجمال تُغذّيه بما يحتاجه من مشاعر، وقيم متعددة منها الرضا واللطف، والخير والحق، وتُشعره بالانتظام والتناغم والكمال، إذْ أشار الأديب الإنجليزي أوسكار وايلد (...)
كلما وقع المجتمع في مأزق، أو ألمَّ به خطْبٌ ما، أو واجه معضلة تاريخية تساءل أفراده عن المثقف، أين هو؟.لماذا هو صامت ؟. ويُسهَبُ في الحديث عن وظيفته، وأي دور يمكن أن يؤديَه ؟. وأحْسب، بدءًا، أننا نُحمِّل المثقف ما لا طاقة له به، ونفترض أنه يمتلك عصا (...)
مدى نجاح الأديب في كتابته في أدب الرحلة بصفة خاصة يتوقف على شحنة التعايش الوجداني الذي يخلقه في قلب وضمير القارئ، فكلما تأثر هذا الأخير أكثر، واندمج في أحداث النص ، كان ذلك برهانا على قدرة الكاتب وتميزه في كتابته.مِنْ هؤلاء الرحالة المعروفين عالميا (...)
الصحراء ذلك السحر الأسطوري الكامن في المخيال الجمعي للإنسانية عامة، وفي الذاكرة العربية بشكل خاص، حيث تبرز الصحراء في الوعي، والمُخيّلة مَجْمَعًا للنقائض، منسجمة مع طبيعتها المتقلِّبة، فهي لا تسكن حينًا حتَّى تثور، ولا ترضى لحظة حتَّى تغضب، تفرح (...)
اقتنيت أخيرا من جناح دار النشر (خيال) لصاحبها الشاب رفيق طيبي بمعرض الكتاب بالجزائر سنة 2019، رواية بعنوان" كازا" للكاتبة الشابّة أحلام الأحمدي، تجمّلتْ بإهدائها الشخصي. الرواية من الحجم المتوسط في 147 ص. رواية حديثة الصدور مثلما هي حديثة التأليف.( (...)
يبدو الكذب من المناطق التي عادة ما تغفلها المعرفة المعقلنة، إذ يكاد يغيب المصطلح من الكتابات الفكرية حتى القرن العشرين، حين بدأت تظهر محاولات لتفسير الظاهرة، كانت في البداية ضمن علم النفس ثم سرعان ما تلقّفتها اختصاصات أخرى.
للكذب أوجه كثيرة، فيما (...)
في تقديري الشخصي، وقد يشاركني الكثيرون في هذا بأنّ معارض الكتاب تلعب دوراً ثقافيا، وفكريا مهما، أصبحت بفضله بمثابة مهرجانات ثقافية ينتظرها المثقفون، والكُتّاب، والمبدعون ، وكذا شريحة كبيرة من المجتمع بشغف، إذ إنها تحتفي بالفكر ورواده، وهي فرصة (...)
جاء في نشرة الثامنة الإخبارية للقناة الثالثة الجزائرية ليومي الأربعاء والخميس: 04، 05 نوفمبر 2015، وكذا في يوميتي الخبر والشروق ليوم الخميس 05 نوفمبر 2015 وأثناء الإعلان عن نتائج جائزة آسيا جبّار الأدبية، أن الفائز باللغة العربية عيساوي عبد الوهاب " (...)
''الخطر، هذا الشبح العالمي، إنْ كان قائما، ليس خطر التماثل، بقدر ما هو خطر الامتثال''· (ريمون آرون·· عالم اجتماع فرنسي)
المبدعون الحقيقيون عبْر التاريخ، وفي كل المجتمعات شرقًا وغربًا هم نخبٌ من المفكرين المنتجين للثقافة في كل مجالاتها، المبدعون (...)
لطالما كان تراث الأمم ركيزة أساسية من ركائز هويتها الثقافية، وعنوان اعتزازها بذاتيتها الحضارية في تاريخها وحاضرها؛ ولطالما كان التراث الثقافي للأمم منبعا للإلهام ومصدرًا حيويا للإبداع المعاصر ينهل منه فنانوها وأدباؤها وشعراؤها، كما مفكروها وفلاسفتها (...)
تعتبر الكتابة للطفل من أعسر المهمات الإبداعية بالنظر إلى عالم الطفل المخصوص، وما ينطوي عليه من خيال واسع تستدعي الدقّة والتحرّي ،وسنورد في الصفحات الموالية اعترافات عديدة لكتاب وأدباء لهم مكانتهم أدلوا بها ، مؤكّدين عجزهم عن الكتابة للطفل..وهذا لا (...)
كنت أرى الجمال في المأساة,
وأرى في الجمال المأساة والحزن ...هذه بعض العوامل التي جعلتني
أريد أن اكتب وكتبت.»
الأديب الراحل الموسوعي
جبرا إبراهيم جبرا.
يوميات بغداد الدامية والحزينة دومًا كانت أبشع دموية ودمارًا، وأكثر حزنًا صباح يوم الأحد الرابع من (...)
لم يخف البروفيسور عبد الرحمن الهواري حاج صالح سعادته باختياره لحمل لقب جائزة الملك فيصل العالمية للغة العربية والأدب. وقال ل ''عكاظ'': ''أخطرت بالخبر السار صباح الثلاثاء''، وإنه ينتظر ''بشغف كبير حلول شهر مارس المقبل من أجل السفر إلى المملكة لاستلام (...)
علي بن سعد القماري من رجال الحركة الإصلاحية الوطنية في الجزائر على غرار رفاقه من جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، حيث كان من المعارضين الشرسين للاستعمار الفرنسي بالجزائر، إذْ زُجّ به في السجن العديد من المرّات .
المولد والنشأة
وُلد في '' قمار '' (...)
قبل عدة شهور سلّط الدكتور سليمان العسكري رئيس تحرير مجلة ''العربي'' في افتتاحيته الشهرية من هذه المجلة التي كان موضوعها '' تنمية البشر قبل الحجر'' سلّط الضوء على تناقضات التنمية في البعض من الدول العربية، وخاصة دول الخليج العربي..تنمية وُجّهت ولا (...)
يعتبِر العديد من المختصين أن تغيير البنية الثقافية للمجتمعات هو المدخل الصحيح إلى التنمية، كما أن مفهوم التنمية ليس مرتبطا بالعوامل السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية وحدها، بل بثقافة المجتمع كله. ذلك أن العديد ممّا يسمّى دول العالم الثالث أدركت أن (...)
كانت الرياضة منذ القدم، ولا تزال من الممارسات البدنية الطبيعية استعدادا لمواجهة مخاطر البقاء على قيد الحياة، ونتيجة لتطور الشعوب، واستقلالها والتطور الذي حصل في مختلف مناحي الحياة سايرت الرياضة ذلك التطور، وأصبحت من الأساسيات التي لا يمكن تجاهلها، (...)
المشروع النهضوي لأي أمة هو مشروع ذو آفاق مستقبلية وتطلعات اجتماعية وسياسية وثقافية وعلمية وتقنية وتنموية عامة، مبني على تشخيص للواقع يبدأ بالوعي والإرادة والتحفيزعلى النهوض والإصلاح والتقدم.. وحين تقدم حركة التأليف والنشر رصداً للواقع، وتحليلاً له، (...)
كثيرٌ منا يظنّ بأن الفن ما هو إلا تعبيرٌ عن الجمال ، أو هو الحاجة الملحّة لإشباع هذه الرغبة للجمال، ولكن هل بهذا الظنّ يقتصر الفنّ على التعبير فحسب عن الجمال البحت ، والبحث الخالص عنه ؟ إن تاريخ الفن القديم والمعاصر يثبت العكس، إذ أن التعبير عن (...)