هي حوض واسع لإنتاج الحليب ·· خزان كبير للحبوب ·· تنام على مؤهلات طبيعية وبشرية ضخمة تنتظر الإستغلال منذ سنوات ·· تزخر بآلاف الهكتارات من الأراضي الفلاحية الخصبة ·· تملك إمكانيات معتبرة لإقامة مشاريع غذائية تحويلية ·· تتوفر على مياه جوفية وسطحية بكميات هائلة ·· بها آلاف رؤوس الأبقار والماشية ·· لكنها تعاني من ضعف في البنى التحتية حيث تشهد ندرة في المياه الصالحة للشرب ·· بناء ريفي إصطدم بمشكل العقار وغياب التخطيط الصحيح ·· تدهور حالة الطرقات ونقص حاد في وسائل النقل ·· هي بلدية بني حميدان بقسنطينة التي ينتظر سكانها منذ مدة دورهم في للإستمتاع بحياة كريمة والتفاتة من المسؤولين ترفع عنهم المعاناة وتخلصهم من عيشة الذل والحرمان التي يعانون منها منذ سنوات طوال·· تعيش بلدية بني حميدان في الوقت الحالي على وقع استكمال عشرات المشاريع التي شرع في تجسيدها منذ سنوات ولم تر النور، ونجد على رأسها مشروع التحسين الحضري للتجمعات السكنية الذي شرع في تجسيده منذ ثلاث سنوات والذي لم تتجاوز نسبة تقدم الأشغال به ال 50% لأسباب واهية، منها تأخر المقاول ومكتب الدراسات في الإنجاز، وتأخر إجراءات المتابعة التي اتخذت ضدهما، ولجوء مديرية البناء والتعمير لفسخ العقد من أجل إعادة إعداد الدراسة من جديد، وهي العمليات التي تطلبت وقتا طويلا تعدى السنتين في انتظار ما ستسفر عنه الصفقة التي سيتم الإعلان عنها في الأيام القليلة المقبلة· وقد قسم مشروع التحسين الحضري ببلدية بني حميدان، حسب رئيس البلدية، إلى ثلاثة أجزاء واحد خاص بالإنارة العمومية التي لم تستفد منها المنطقة منذ نشأتها، والثاني والثالث خاصان بالأرصفة والطرقات التي توجد في حالة مزرية· رزاعة الأشجار المثمرة مشروع فاشل ·· والحبوب ذات جودة عالمية تشتهر بلدية بني حميدان بجودة منتجاتها الفلاحية خاصة ما تعلق منها بالحبوب على اختلاف أنواعها والسبب في ذلك يعود لطبيعة المنطقة الفلاحية وتربتها الخصبة، إضافة إلى تحكم الفلاحين في هذا النشاط الذي يميزه التنافس الحاد بين الفلاحين من حيث استعمال التقنيات الحديثة في الحرث والري وتخصيص مساحات معتبرة لزراعة مثل هذه المنتوجات التي زرعت السنة الماضية على مساحة تزيد عن 4200 هكتار نصفها خصص لزراعة القمح الصلب، فيما زرع ألف هكتار قمحا لينا و800 هكتار شعيرا، واستحوذت زراعة الأعلاف على 1290 هكتار، بينما لم تتجاوز المساحة المخصصة لزراعة البقول الجافة 400 هكتار، أما زراعة الخضروات فقد جاءت في المرتبة الأخيرة ب 330 هكتار بسبب ندرة المياه، وهي المعضلة التي تحاول السلطات معالجتها من خلال برمجة إنجاز ثلاثة حواجز مائية قصد توسيع المساحات المسقية عبر البلدية، وفي هذا الشأن يجري إعداد دراسة لإنجاز تلك الحواجز في كل من مشتة بن الشريف التقليدية، سيدي خميس ومنطقة تيديس، وهي الإنجازات التي ستسمح كذلك بتوسيع مجال زراعة البطاطا التي تعد منتوجا استراتيجيا يمكن أن يجعل من البلدية منطقة هامة باعتبار أنها تتوفر على أراض سهلية خصبة أثبتت الدراسة التي أجريت عليها أنها من أخصب الأراضي على مستوى الوطن·هذا، وقد عرفت بلدية بني حميدان، منذ حوالي 10 سنوات خلت، تجربة استصلاح أراضي البور التي كانت مرفقة بعدة مشاريع لتصحيح المجاري المائية وإنجاز بعض الآبار والحواجز الماشية، غير أن العملية التي تقوم على أساس منح الأراضي المستصلحة لمستفيدين عن طريق الإمتياز بهدف غرسها بأشجار مثمرة لم تنجح وعادت بنتائج كارثية بعد تلف كل الأشجار المغروسة، حيث ذهب مجهود ثلاث سنوات من العمل وما يفوق ال 11 مليار سنتيم أدراج الريح· وحسب الفلاحين الذين التقتهم ''الجزائر نيوز''، فإن فشل المشروع جاء بسبب عدم استشارة أصحاب الخبرة في استغلال الأرض، كما أن القائمين على برنامج الاستصلاح لم يراعوا معايير الدراسة الواجب التقيد بها، وسبقوا مصالحهم الخاصة على مصلحة البلدية عندما منحوا مشروع الاستصلاح لأشخاص غرباء عن المنطقة ولا علاقة لهم بالفلاحة، وهو الأمر الذي تأكدنا منه حيث من خلال الزيارة التي قادتنا إلى منطقة جنان الباز التي عرفت أراضيها عمليات استصلاح لم نجد شيئا يدل على إنجازها، وحتى المستصلحين التسعة الذين كلفوا بالمشروع نهبوا القيمة المالية التي خصصت لذلك ولم يعد يوجد أثر لهم هناك، ولم يبق منهم سوى إثنان حولا نشاطهما إلى تربية النحل· وحسب هؤلاء الفلاحين، فإن مشاريع الاستصلاح تم تعليقها منذ هذه الحادثة رغم وجود أزيد من 528 هكتار من الأراضي خصصتها البلدية للإستصلاح منذ مدة غير أنها لم تفرج عن المشروع، وإلى غاية كتابة هذه السطور لا تزال الأحراش والأعشاب الضارة تجتاح هذه الأراضي· إنتاج الحليب ·· مجال خصب ينتظر الحلب تنتج بلدية بني حميدان، سنويا، أزيد من 13 مليون لتر من الحليب يتم توزيعها على وحدات تحويل الحليب ويصل حتى مناطق بعيدة على غرار ولايتي بجاية وتيزي وزو، بالإضافة إلى قسنطينة، وتمثل الكمية السالفة الذكر حوالي 60 % فقط من القدرة الإنتاجية لحظيرة الأبقار والأغنام بالمنطقة التي يوجد بها 7030 رأس، منها 4000 بقرة حلوب، السواد الأعظم منها يربى بطرق تقليدية من أجل تطويرها وتعزيز الطاقة الإنتاجية التي يطمح المربون إلى رفعها مستقبلا ببلوغ 25 مليون لتر من الحليب سنويا، السلطات البلدية قامت بتعزيز حظيرة الأبقار والأغنام في إطار برنامج التجديد الريفي من خلال توزيع 66 بقرة حلوب على 22 مستفيدا، بمعدل 3 بقرات لكل واحد، مع توزيع عدد معتبر من الأغنام على 13 مستفيدا بمعدل 12 أنثى وكبشان لكل مستفيد· وبالإضافة لدلك، تتوفر بني حميدان على ثروة حيوانية هائلة من الأغنام والماعز، وكذلك الحال بالنسبة لخلايا النحل التي يقدر عددها ب 560 خلية أنتجت السنة الماضية 52 قنطارا من العسل، في حين يقدر عدد الأغنام ب 7800 رأس، منها 2550 نعجة و1650 رأس ماعز، إضافة إلى عدد كبير من الدواجن الخاصة بإنتاج اللحوم البيضاء· العقار والبناء الريفي ·· مشكلان لا حل لهما إستفادت، بلدية بني حميدان، في مجال البناء الريفي من حصة قدرت ب 140 مساعدة غبر أنه لم ينطلق إنجازها بعد رغم مرور أزيد من سنة على برمجة المشروع، ويعود السبب، حسب رئيس البلدية، إلى مشكل العقار لأن المستفيدين المحتملين لا يملكون الأراضي التي سيشيدون عليها منازلهم لأنها ملك للخواص بما في ذلك أراضي المشاتي التي تحولت إلى أحياء فوضوية مكتظة بالمساكن والعائلات في ظل نمو ديموغرافي معتبر، كما هو الحال بمشاتي أولاد نية، سي خميسي وعين الحمراء· وحسب تصريحات المسؤول ذاته، فإن حل مشكل العقار كان ينبغي أن يقنن غداة إعادة الأراضي المؤمنة إلى أصحابها الذين يطالبون في الوقت الحالي بالتعويض عن الأراضي التي أنشئت عليها منشآت عمومية مما جعل البلدية تدخل في صراعات قانونية لا حل لها· ومن بين المشاكل التي تقف عائقا أمام إنجاز المخططات السكنية بالمنطقة نجد كذلك فئة المواطنين الذين لا يستطيعون الحصول على رخصة البناء لأن الأراضي التي يحوزونها محل نزاع وشيوع بين الورثة، وبالتالي وجب الانتظار إلى غاية خروج هذه القضايا من أروقة العدالة وتحديد ملكية كل فرد بوضوح· النقل معضلة حقيقية جعلت المنطقة في عزلة عن العالم الخارجي تواصل السلطات المحلية ببلدية بني حميدان مجهوداتها الحثيثة لإخراج المنطقة من عزلتها وتوفير وسائل نقل للسكان الذين يضطرون للإنتظار ساعات وساعات من أجل التنقل إلى بلدية ديدوش مراد في ظل انعدام وسائل النقل حيث لا توجد سوى حافلة واحدة لنقل أزيد من 10 آلاف نسمة، وحسب رئيس البلدية محمد الأمين بوشارب، فإن سبب المشكل يعود إلى الناقلين حيث توقف اثنان منهم عن العمل بسبب اهتراء الطريق الرابط بين ديدوش وبني حميدان، الأمر الذي يضطر السكان للتنقل إلى حامة بوزيان قبل الوصول إلى ديدوش مراد وهي الرحلة التي يستغرقون فيها أزيد من ساعة ونصف· وأضاف ذات المتحدث أن هذه المعضلة ستحل عن قريب بعد استكمال كافة مشاريع فك العزلة عن التجمعات السكنية التي سيتم ربطها بشبكة طرق وطنية وولائية وبلدية على غرار الطريق البلدي رقم 8 الرابط بين بني حميدان وديدوش مراد والذي تم تجديده بنسبة 75% على أن تنتهي الأشغال به في نهاية العام الجاري، في حين ينتظر الطريق الولائي رقم 9 الرابط بين بني حميدان وزيغود يوسف مرورا بمنطقة الصويري دوره في التهيئة كونه يعاني من وضعية كارثية حيث لم يخضع للصيانة والتعبيد منذ عهد الاستعمار· نحو فرج قريب بعد استلام خزان جديد بسعة ألف متر مكعب من المنتظر أن يعرف توزيع المياه بمنطقة بني حميدان في الأشهر القليلة القادمة قفزة نوعية بعد استلام مشروع إنجاز خزان بسعة ألف متر مكعب، وهو ما من شأنه جعل المياه متوفرة 24/24 ساعة بمركز البلدية وبعض التجمعات السكنية القريبة منها، على أن يمتد المشروع لاحقا إلى منطقة الصويري الواقعة على بعد 7 كلم عن مركز البلدية، ومعلوم أن كل مشاتي البلدية مجهزة بشبكات مياه الشرب والتطهير والكهرباء ولكن بطريقة عشوائية وفوضوية من المنتظر أن تعالج في القريب العاجل من خلال تركيب عدادات المياه في كل منزل، الأمر الذي سيحد من تبذير المياه وإرغام السكان على الاقتصاد فيها بمعدلات هائلة كونهم لا يدفعون مستحقات الحصول عليها· هذا وتتوفر المنطقة على مياه جوفية وينابيع طبيعية ذات قوة تدفق عالية لا يستغل منها سوى 50% تم تحويلها إلى المحطات لتزويد السكان بمياه الشرب، وبينما تبقى ال50% الأخرى غير مستغلة وتضيع في الوديان نجد بعض التجمعات السكانية لا تزال محرومة من المياه الصالحة للشرب على غرار مشاتي القرية، سطارة وشبشوب التي تنتظر دورها في مشاريع كالتي استفادت منها مناطق مجاروة لها منذ سنوات·