قدّم المسرح الوطني الجزائري، أول أمس، أمام جمهور المهرجان الدولي للمسرح في طبعته الأولى في دورته الإفريقية، مسرحية ''موقف إجباري'' بقاعة حاج عمر للمسرحي القدير امحمد بن قطاف نصا وللمسرحي الفرنسي إيفان روموف إخراجا، وشكل الموقف الإجباري وقفة ساخرة بامتياز بلغة جريئة على مآسي وتحولات المجتمع عبر قصة تدور بين سجان ومسجون جسدت ركحيا بأسلوب الحلقة الشهير في الممارسة المسرحية الجزائرية، وبالأخص في تجربة الراحل الكبير عبد القادر علولة· العرض المسرحي ''موقف إجباري الذي أدى شخوصه كل من حيدر بن حسين ومراد أوجيت بمرافقة الموسيقي وعازف العود محمد زامي وهندس إضاءته عبد الغني معزوز يقارب العلاقة العبثية بين السجان والسجين في تساؤل وجودي قاس مؤداه من المسجون فعلا ومن منهما واقع في الموقف الإجباري، أما السجين فهو صحفي حكم عليه بالحبس مدى الحياة، وأما السجّان فمحكوم عليه بسلة المهنة أن يكون حارسه مدى الوظيفة، العلاقة المبنية على الصرامة تتحول بفعل العشرة إلى صداقة يفضيان معها إلى حقائق مرة في سياق الأحاديث التي تخوض في السياسة، تلك الأحاديث التي عادة ما تكون الطبق المفضل للعوام والخاصة على السواء·