اقترح الزعيم الليبي، معمر القذافي، حلا سلميا لما وصفه بالوضع المأساوي في نيجيريا بإقامة دولة مسيحية في الجنوب النيجيري وأخرى مسلمة في الشمال· وجاء اقتراح القذافي هذا، أمس، خلال لقائه بالقيادات الطلابية بالجامعات الإفريقية التي تعقد ملتقاها هذه الأيام في العاصمة الليبية طرابلس، وذلك بهدف إنقاذ أرواح المسملين والمسيحيين من استمرار المجازر وإنقاذ الكنائس والمساجد من استمرار الدمار والحرق، على حد تعبيره· وأوضح الزعيم الليبي في كملته أن ''الوضع المروع والمؤلم جدا الذي تعيشه نيجيريا الآن هو نتاج دولة نيجيريا الإتحادية التي صنعها وفرضها الإنجليز رغم مقاومة الناس لها الذين دفعوا مليون شهيد لمقاومة فرضها عليهم''· وأكد أن الوضع القائم أكبر من أن يعالج بالوسائل التقليدية من قانون وشرطة ومحاكمات ونيابة لأنه ليس جريمة فردية بل صراعا عميقا يأخذ طابعا دينيا· ولحل هذه الإشكالية وجه القذافي دعوة ل ''الصديق والأخ العزيز'' الرئيس النيجيري السابق أولوسيغون أوباسانجو باعتباره ''الزعيم الأوحد في نيجيريا تقريبا'' كي يبادر بتقسيم نيجيريا إلى دولتين مسيحية ومسلمة· وقال إنه يدعوأوباسانجو ''لأن يتحمّل المسؤولية ويقوم بدور محمد علي جناح (مؤسس دولة باكستان) لإقامة دولة مسيحية في الجنوب النيجيري عاصمتها لاجوس (العاصمة التقليدية)، وأخرى إسلامية في الشمال وعاصمتها أبوجا''· وطالب القذافي بأن يتم هذا بالتراضي وبالمصافحة وليس بالمصارعة ولا بالقتال والدم، وبحيث يتم تحديد حدود كل دولة مع الاتفاق على كيفية اقتسام ثروات البلاد مثل النفط والأنهار والمعادن والأرض الزراعية بين هاتين الدولتين بالطرق السلمية والتفاوض الأخوي· وكانت نيجيريا شهدت في السابع من الشهر الجاري أحداث عنف طائفية جديدة راح ضحيتها -حسب المصادر الرسمية- نحو خمسمائة شخص على الأقل· وعادة ما تشهد مدينة جوس -التي تقع في شريط سياحي خصب محل تنازع بين قبائل الجنوب ذي الغالبية المسيحية وقبائل الشمال ذي الغالبية المسلمة- أعمال عنف طائفي يقضي فيها مئات المواطنين من الفئتين·