إشتكى، عدد من مرشحي الانتخابات السودانية ومندوبيهم، من ''خروقات'' شابت العملية الانتخابية التي بدأت الأحد وتستمر ثلاثة أيام، وفيما أقرت اللجنة الفنية بالمفوضية القومية للإنتخابات بوجود أخطاء فنية ولوجستية في 26 مركزا، أوضحت أن هذه الأخطاء عولج أغلبها· وتواصلت، في الخرطوم لليوم الثاني على التوالي، عمليات التصويت في الانتخابات العامة بالسودان· وأفادت مصادر صحفية أن مكاتب الاقتراع فتحت أبوابها في أوقاتها المحددة· وكان اليوم الأول قد انتهى بتأكيد المفوضية العليا للإنتخابات بأن التصويت سار بشكل طبيعي، ولكنها اعترفت بوقوع ما سمتها أخطاء فنية ولوجستية في ستة وعشرين مركزا، غير أن المراقبين الدوليين يرون أن تلك الأخطاء لا تشكل عراقيل للعملية الانتخابية· وعدّد، حزب المؤتمر الشعبي المعارض بزعامة حسن الترابي، أكثر من عشرة ''خروقات'' طالت العملية الانتخابية، منها تعليق الاقتراع بعدد من المراكز وتبادل سجلات المقترعين بين الدوائر واختفاء بطاقات المجلس الوطني من بعض تلك الدوائر، إضافة إلى فساد الحبر ومنع مراقبي المرشحين من دخول بعض المراكز، وفق ما نقله مراسل الجزيرة نت· وقال، القيادي بالحزب سليمان حامد، في مؤتمر صحفي بالخرطوم، أن حزبه سيظل يرصد ويقيم العملية الانتخابية وسيتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب· وحمل، القيادي بالحزب أبو بكر عبد الرازق، المفوضية القومية للإنتخابات مسؤولية ما يجري ''من إرباك مقصود''، واصفا أعضاء تلك الهيئة بالعمل تحت إمرة المؤتمر الوطني· بدوره، حمل الناطق الرسمي باسم المؤتمر الوطني فتحي شيلا المفوضية القومية للانتخابات مسؤولية ما بدا من ارتباك وقع في بداية عملية الاقتراع· وقال أن ''من أخطائها ما قد يصيب الكل''· من جهتهم، إعتبر مراقبون دوليون أن الأخطاء التى وقعت في بعض ولايات السودان لا ترقى إلى مستوى عرقلة العملية الانتخابية· وقال، الأمين العام لمنظمة ''بان أفريكان'' لمراقبة الانتخابات غراندا فادا، أن معظم هذه المشكلات لوجستية، وكان بالإمكان تفاديها لو كانت هناك تحضيرات جيدة· من جهته، قال الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر، وهو يترأس مركزا لمراقبة الانتخابات، أن العملية الانتخابية تسير سلسة حتى الآن، رغم بعض المعوقات الصغيرة التي شابتها· وأثنى، كارتر، على عمل المفوضية الانتخابية، وقلل من أثر التأخر بنقل بعض المعدات اللازمة للعملية الانتخابية، مشيرا إلى أنه ما زال أمام المفوضية أيام عمل لتدارك هذه الأخطاء· وكان اليوم الأول من عملية الاقتراع شهد مشاركة وصفت بالمتوسطة في العديد من الولايات باستثناء ولايات جنوب السودان التي سجلت مشاركة عالية· وقال مراسل ''الجزيرة'' الطاهر المرضي من أحد مراكز الاقتراع بأم درمان شمال الخرطوم، أن الاقتراع شهد معدلات متفاوتة، إذ بدأ بصورة جيدة صباحا وقل مع ساعات النهار الحار، وذكر أن هناك أخطاء فنية تمثلت في سقوط أسماء بعض الناخبين وسقوط أسماء مرشحين· كما أشار مراسلون من الخرطوم إلى تأخر فتح بعض مراكز الاقتراع في العاصمة الخرطوم أبوابها بين ساعة وساعتين· ونقلوا أن بداية عملية الاقتراع شهدت ارتباكا، بسبب انعدام العديد من معدات التصويت التي لم تصل إلى مراكز الاقتراع من أحبار وبطاقات اقتراع وأختام وأقفال، وسقوط أسماء بعض الناخبين وحتى اختفاء أسماء بعض مرشحي الدوائر· وسجل أيضا غياب العديد من ممثلي ووكلاء القوى السياسية، واقتصر وجودها في بعض المراكز على ممثلي المؤتمريْن الوطني والشعبي، في حين لوحظ غياب كامل لممثلي الحركة الشعبية التي بدا موقفها متذبذبا بين دعوة رئيسها سلفاكير ميارديت للمشاركة وإصرار قطاعها الشمالي على المقاطعة· أما في ولاية كسلا بشرق السودان فقد سار التصويت عامة بصورة جيدة، رغم ارتفاع درجات الحرارة، وفق أصداء وردت من هناك، أشارت أيضا إلى أن هناك شكاوى من الحزب الديمقراطي الأصل تتعلق بوجود نقص في بطاقات الاقتراع وتأخر فتح بعض المراكز· وفي إقليم دارفور غربي السودان، يدلي الناخبون بأصواتهم وسط إجراءات أمنية مشددة· ويبلغ عدد الناخبين المسجلين في ولايات الإقليم الثلاث نحو 5,2 مليون· كما انتشر عدد كبير من المراقبين في مركز الاقتراع لمتابعة سير عملية التصويت·ونقل موفد قناة ''الجزيرة'' إلى الفاشر بولاية شمال دارفور، أن التصويت متواصل من دون تهديد أمني، رغم وجود شائعات تتحدث عن أن شيوخا حول بعض مخيمات النازحين منعوا الناخبين من التوجه إلى مراكز الاقتراع· وفي جوبابجنوب السودان علم أن اليوم الأول شهد إقبالا كبيرا من الناخبين في أكثر من 15 مركزا انتخابيا، مشيرا إلى أن هناك شكاوى تتعلق بتأخر في تجهيز بعض المراكز· وأوضح أن هذه السلبيات تجد تفهما من المراقبين، فقد فسرها بعضهم بأنها متوقعة ''في ديمقراطية ناشئة'' وفي بلد خارج من أتون حرب أهلية استمرت سنوات· أما في الدمازين بولاية النيل الأزرق فورد أن التصويت سار بصورة جيدة، رغم ارتفاع درجات الحرارة التي وصلت إلى 45 درجة، لافتا إلى أن بعض الناخبين اشتكوا من عدم تمكنهم من التصويت بسبب عدم وجود بطاقات شخصية تثبت هوياتهم، وهو أمر وعدت مفوضية الانتخابات بحله عن طريق ''عرافين'' سيقومون بالتثبت من الناخبين·