عالجت محكمة جنايات العاصمة، يوم الخميس الفارط، أحد قضايا عصابات المخدرات التي تنشط على مستوى بلديتي المدنية والجزائر الوسطى، حيث امتثل أمام هيئة المحكمة 11 متهما، ولا يزال أربعة آخرون في حالة فرار، يشكلون عصابة إجرامية منظمة ينحدر معظم أفرادها من حي ديار الشمس بالمدنية، حيث كانوا يمارسون نشاطهم ويروّجون المخدرات التي كانوا يخفونها بالمدرسة الابتدائية ''رمضاني لخضر'' بحي ديار السعادة· وكان يتولى ذلك الحارس الليلي للمدرسة الذي كان يخفي كميات كبيرة في كل عملية تتراوح بين 5 و10 كلغ من المخدرات، وقد تم الكشف عن هذه العصابة المنظمة بناء على معلومة مؤكدة وصلت مصالح الأمن المتمثلة في فرقة مكافحة الإجرام للمقاطعة وسط بالعاصمة شهر أفريل ,2009 تفيد بوجود شخص يلقب ب (سوسو) يعمل على ترويج المخدرات، هذا الأخير الذي تم توقيفه بعدما تم تحديد هويته ونصب كمين له، وعثر بحوزته على 500 غرام من المخدرات أي ما يعادل الرطل· وخلال استجوابه ذكر كل شركائه الذين أوقفوا بعد ذلك، فيما صعب على مصالح الأمن التوصل إلى الممون الرئيسي الذي يدعى ب ''بارون'' المخدرات لديار الشمس، هذا الأخير معروف في أوساط المروّجين لهذه السموم باسم مستعار هو (نبيل) ويكنى ب ''بقلاوة''· المتهمون خلال استجوابهم من قبل قاضي الجلسة في المحاكمة، أنكر جميعهم التهمة المنسوبة إليهم وعلاقتهم بالترويج للمخدرات، وكذا معرفتهم بأفراد هذه الشبكة عدا إثنين أو ثلاتة كونهم أبناء حي واحد الذين اعترفوا باستهلاكها· لكن حسب ما جاء في ملف القضية، فإن المكنى (سوسو) الذي حددت هويته ب (ب· فريد) الساكن بميسونيي، صرح أنه اشترى كمية المخدرات من المدعو (ب· يعقوب) الذي كان يتاجر بها رفقة المسمى (خ· عثمان) الموجود حاليا في حالة فرار، وهذا منذ سنة ,1996 وقد تعرف المدعو (سوسو) على (ب· يعقوب) سنة 2006 بحيث كانوا يتاجرون ويروجون للمخدرات رفقة المدعو (بقلاوة) المعروف ببارون المخدرات بحي ديار الشمس وشخص آخر يلقب ب (الريحة) وباقي المتهمين في القضية الذين كانت مهمتهم الترويج والمتاجرة في المخدرات، وذلك بكل من أحياء السعادة، ديار الشمس ببلدية المدنية وميسونيي وأودان ببلدية الجزائر الوسطى· وبعد التحريات الدقيقة التي قامت بها فرقة مكافحة الإجرام التي وجدت صعوبة كبيرة في تحديد هوية المتهمين الذين كانوا يعرفون بأسماء مستعارة، تمكنت من توقيف بعض المتهمين على متن دراجات نارية يستعملونها في الترويج بساحة أودان· وبناء على ما صرح به المتهم (ب· يعقوب) خلال مراحل التحقيق، فإنه بدأ نشاطه ببيع المخدرات سنة 1996 وكان يشتريها من عند (خ· عثمان) الموجود في حالة فرار وكذا عبد السلام، وهما من نفس حيه· كما صرح المتهم (ب· فريد) الملقب ب (سوسو) أنه كان يعمل كعون أمن بفندق الجزائر، وكان يتبادل قارورات الكحول الفاخر التي يجلبها من الفندق بالمخدرات مع المدعو (خ· عثمان) إلى أن طرد من العمل سنة نهاية .2008 وأكد أن تجارة المخدرات حققت له أرباحا طائلة بعدما تاجر في 30 كلغ من القنب الهندي، بالاضافة إلى ذلك فإن المتهم (ق· جيلالي) وهو حارس المدرسة بديار السعادة، كان يخفي المخدرات بالغرفة التي منحت له هناك للمدعو ''بقلاوة'' الذي كان يحوز على كميات معتبرة من المخدرات تصل كميتها إلى 10 كلغ، وذلك مقابل مبالغ مالية تصل إلى 3500 دينار· على عكس ما صرح به المتهمون خلال الجلسة، اعتبر ممثل الحق العام أن التهمة ثابتة في حقهم بدليل تصريحاتهم عبر كافة مراحل التحقيق، وقيام كل شخص بذكر تورط الآخر، ليطالب في حقهم بعقوبة 20 سنة سجنا نافذا وغرامة مالية تقدر ب 500 ألف دينار مع مصادرة الهواتف النقالة والدراجات النارية وكميات المخدرات المحجوزة·