مع اقتراب نهائيات كأس العالم المقررة شهر جوان المقبل والتي تشارك فيه الجزائر بعد غياب دام 24 سنة، يجد الطلبة أنفسهم بين مطرقة الإمتحان وسندان المباريات، خاصة وأن هذا الحدث يتزامن مع امتحان الشمولية في معظم الجامعات الجزائرية، مع العلم أن التصفيات التي جرت شهر نوفمبر الماضي أثرت بشكل واضح على نتائج مختلف الأطوار بما فيهم الإبتدائي، المتوسط والثانوي· لمعرفة آراء الطلبة حول تزامن كأس العالم مع الإمتحانات الشاملة ومدى إمكانية تأثير ذلك على الطلبة، إقتربت ''الجزائر نيوز'' من بعض طلبة العلوم السياسية والاعلام ببن عكنون، حيث لمسنا ترقبا كبيرا لإنطلاق كأس العالم يوم 11جوان المقبل واستعدادهم الواضح لهذا العرس الكروي العالمي، ولدى استفسارنا حول تزامن فترة الامتحانات السنوية مع مباريات المونديال أكد (عبد الكريم) وهو طالب في السنة ثالثة تخصص إتصال وعلاقات عامة، قائلا: ''لا أستطيع التفريط في هذا الحدث الكروي من جهة، ومن جهة أخرى لدينا دراستنا التي تعني مستقبلنا، لذلك سأحاول التوفيق بين مباريات ''الخضر'' والإمتحان بالتحضير مسبقا'' ·· وهو الرأي الذي شاطره فيه (إبراهيم) وهو طالب في السنة الرابعة تخصص سمعي بصري، مقبل على التخرج هذه السنة، حيث أوضح أنه محتار في كيفية التحضير للإمتحانات، خاصة وأن الجزائر معنية بكأس العالم وتوقع أن تكون الأجواء رائعة قبل انطلاقها ·· من جانب آخر صرح الطالب (سمير) أنه: ''لدينا مذكرة التخرج، البحوث وامتحان السداسي الثاني مما يعني أنه من المتوقع أن أكون معني بالدورة الشاملة، فلا أستطيع التركيز لأنني أشجع الجزائر'' ·· وأضاف (محمد أمين) طالب في العلوم السياسية والعلاقات الدولية أنه إذا كان الطالب مهتما كثيرا بالكرة فإن ذلك سيؤثر على تركيزه، أما الطالبات فلا أظن أن يؤثر ذلك عليهن''· وبما أن أول أيام الإمتحان يصادف يوم مباراة الجزائر سلوفينيا، سألنا الطلبة إن كانوا مهيأين نفسيا، فتعددت الإجابات حيث أكد الطالب (داود) سنة ثالة إتصال وعلاقات عامة: ''شيء صعب، ويمكن أن أتخلى عن الإمتحان في ذلك اليوم لمتابعة ''الخضر''، خصوصا وأنه أول لقاء في المونديال'' ·· وأكد (محمد الأمين): ''مهما أردت تجنب ذلك لا أستطيع خاصة وأنها أول مباراة، وهناك احتمالات كثيرة، فلو كانت ضد إنجلترا لكان الأمر عاديا، لكن مع منافس من نفس المستوى فالأمر يختلف والتشويق يكون أكبر''· وعكس هؤلاء، الطالبة (دنيازاد) سنة ثالثة إتصال وعلاقات عامة قالت: ''تاريخ الإمتحان لا يضايقني لأنني لست معتادة على دخول هذه الدورة، سأنتقل للسنة القادمة في السداسي الثاني، إن شاء الله، وسوف أتابع المباريات بدون مشكل أوضغط، بالعكس أنا جد فرحة لتشجيع بلدي ومعاك يا الخضرا، معاك يا دزاير ولا أظن أن مباراة ساعة ونصف ستؤثر على تحضير الإمتحان''· نذهب إلى جنوب إفريقيا ·· والعام مؤجل للدورة الاستدراكية ومن أجل معرفة مدى تعلق الطالب بالمنتخب الوطني، حاولنا وضعه بين خيارين، إما الحصول على تأشيرة التنقل إلى جنوب إفريقيا لمشاهدة مباريات ''الخضر'' أو معايشة الحدث من هنا، وهو معنى بإجراء امتحان الدورة الشاملة، فأجمع معظمهم على حتمية تأجيل الإمتحانات للدورة الاستدراكية حيث صرح (أمين) وهو طالب في السنة الثالثة علوم سياسية وعلاقات دولية قائلا: ''أذهب وبدون تردد لأنها مرة في العمر، وفرصة لا تعوض كوني أشاهد فريقنا الوطني مباشرة وفي المونديال لأول مرة، بما أنني لم أكن مولودا في آخر مشاركة للجزائر''· أما (إبراهيم) طالب في السنة الرابعة كان ديبلوماسيا نوعا ما في إجابته حيث قال: ''من المفروض عدم الذهاب لأن الإمتحان يعني المستقبل، لكن نظرا لكوني أحب كرة القدم وخاصة ''الخضر'' وبما أن الأمر يتعلق بأكبر أكبر تظاهرة رياضية وأهمها في العالم، أظن أنني سأختار جنوب إفريقيا'' ·· كذلك أكد الطالب (سمير) ''ما دامت هناك دورة إستداركية سأذهب بدون تردد، لأنني بكل بساطة أحب الجزائر'' كما أكد العديد من طلبة الإعلام استعدادهم للذهاب لتشجيع الجزائر لأنها فرصة العمر ولا تعوض، وتعتبر حلما ليس فقط بالنسبة لهم وإنما بالنسبة للملايين من الجزائريين· هي آرا تمكنا من جمعها لدى بعض طلبة الكلية حيث لمسنا حماس وفرحة باستقبال كأس العالم في القارة السمراء والتي يفصلنا عن انطلاق منافساتها أياما معدودة، وبمشاركة الجزائر التي تعد البلد العربي الوحيد الذي سيمثل كافة الدول العربية في هذا الحدث الكروي العالمي·