ماتزال الصحف الوطنية تعيش على وقع الضجة التي أثارها فيلم ''الخارجون عن القانون''، الفيلم الذي أقام الدنيا ولم يقعدها بسبب تصريحات السياسيين المتعلقة بموضوع الفيلم السينمائي، مجازر الثامن ماي· غير أنه مع انطلاق فعاليات المهرجان السينمائي الفرنسي عادت الصحف الوطنية للثناء على مشاركة الفيلم الممثل الوحيد للسينما الجزائرية· بل إن بعضا من اليوميات لم تمانع في وصف الفيلم ''بعودة السينما الجزائرية من الباب الواسع''· مثل هذه العناوين جعلت في موقع يجعلنا نتساءل هل فعلا الفيلم الذي ساهمت في إنتاجه وزارة الثقافة الجزائرية فيلما جزائريا، وهل يمكن لهذا الفيلم أيا كان مستواه، يعكس واقع الفن السابع عندنا· الواقع يؤكد أن لا المخرج ولا الطاقم الفني ولا التقني ينتمون للساحة السينمائية الجزائرية، هذا إن اعتبرنا أنه في الجزائر وجود شيء اسمه ساحة سينمائية· ومع ذلك نجد الوزارة تصر على أن الفيلم جزائري، هذا مع التأكيد على أن جنسية الفيلم من جنسية المنتج· ما يصعب المهمة بالنسبة للفيلم المعني، على اعتبار أنه من إنتاج مشترك فرنسي جزائري· وإن سلمنا أن الفيلم من إنتاج جزائري بالنظر للمساهمة الكبيرة من طرف السلطات الرسمية الجزائرية، إلا أن ذلك لا يمنحنا الحق في التباهي بهذا الفيلم على أساس أنه عودة السينما الوطنية· فواقع السينما في الجزائر يعاني أكثر من ذي قبل، ولن يقتصر الحديث عن غياب القاعات المظلمة ولا عن غياب آليات بعث الإنتاج. بل يمتد الحديث لما هو أبعد من ذلك، في الوقت الذي تخرج فيه الوزارة في كل مرة لسرد سلسلة طويلة من الأرقام بخصوص الإنجازات تظل فيه الجزائر فاقدة لمدارس تكوين فني بالمستوى المطلوب، مع العلم أن الدول العربية المجاورة تجاوزتنا في هذا المضمار لدرجة بتنا فيها البلد الوحيد الذي يضطر لشراء المنتجات الدرامية والسينمائية من أنحاء العالم· المشكلة أننا في المجال السينمائي مازلنا نتحدث عن الأبجديات الغائبة عندنا، إذ يستمر الحديث عن غياب النص وغياب اللغة الموحدة في السينما والتلفزيون· في مقابل، كل هذا لا نمانع في نسب فيلم لا يمت بصلة للجزائر سوى الأموال المنتج بها والحقيقة التي يرويها للاستدلال على وضع السينما في الجزائر· كان الأجدر أن نتبنى أوسكار فيلم زاد للمخرج كوستا غافراس بما أنه من إنتاج جزائري وتدور أحداثه في الجزائر أو فيلم معركة الجزائر الإيطالي· الحقيقة أن فيلم رشيد بوشارب لا يعكس واقع السينما عندنا، وفي حال أسعفه الحظ للحصول على السعفة المنشودة، فستكون اعترافا بقدرة المخرج لا بمكانة الجزائر على خريطة الدول المنتجة للفن السابع.