أشعلت، الإقصاءات المتكررة من دائرة المخططات التنموية، فتيل غضب وسخط سكان ثلاثة دواوير هي ''القماقمة'' ،''الموالك'' و''الجبابر'' بالضفة الجنوبية لعاصمة بلدية الشلف جراء إسقاط دواويرهم من قائمة التجمعات السكنية وإقصاهم من مختلف البرامج التنموية، ما جعلهم يهددون بمقاطعة الاستحقاقات الإنتخابية القادمة، تعبيرا عن مدى سخطهم على الوصاية التي أثبتت عجزها في التكفل بانشغالاتهم·· قامت بتصنيفهم في ذيل الأحياء وإخضاع توزيع الحصص المالية المخصصة سنويا للبلدية للمحسوبية والانتماءات السياسية للأحياء والمداشر لاستثمارها في حملاتهم الانتخابية حسب المحتجين وفي المقابل، تجاهل مطالبهم مما تسبب في تأزم أوضاعهم الاجتماعية وتحول دواويرهم إلى شبه مجمعات للخردة تسبح وسط النفايات تحت طائلة التهديد المستمرة بالنزوح جراء غياب أدنى وأبسط الشروط الضرورية للبقاء على هامش الريف ·· ومما زاد من تعفن وتدهور أوضاعهم الاجتماعية وعكر صفو حياتهم اليومية وضاعف توتر أعصابهم، غياب طريق معبد حيث توجد مسالك ترابية تتحول شتاء إلى كتل من الأوحال تعزلهم عن العالم الخارجي، تعرقل ولوجهم المجمعات السكنية، كما تحرم الأطفال من الالتحاق بمؤسساتهم التعليمية والعمال بمقرات عملهم، وقد انعكست هذه الوضعية سلبا على رفض أصحاب مركبات النقل الجماعي الإستثمار في محور خطهم حيث يجدون أنفسهم مضطرين لقطع ما يربو عن 08 كلم راجلين للوصول إلى عاصمة البلدية، أو الاستنجاد بسيارات ''الكلونديستان'' الخاصة بنقل البضائع والمنتجات الفلاحية، إلى جانب رؤوس المواشي أو الجررات، ناهيك عن وضعية إقاماتهم القصديرية المشيدة بالطين والحجارة والمغطاة بصفائح معدنية يعانون بها الأمرين، صيفا وشتاء، تشاركهم فيها حيواناتهم التي تجرف مياه الأمطار بقياها إلى داخل البيوت، زيادة على الروائح الكريهة والحشرات الضارة، والإنتشار الواسع للحفر ومصبات المياه القذرة التي تهدد هم بانتشار كوارث وبائية كلما حل موسم الصيف، ومن أجل حل أزمة الطريق والسكن وتحسين مستوى ظروف معيشتهم، يطالب السكان السلطات الولائية بالتدخل لتعبيد مسالكهم وتخصيص لدوارهم حصة من البنايات الريفية تتناسب وعدد المواطنين لتخليصهم من دائرة المعاناة، وهم الذين طالما دفعوا ثمن صبرهم على همجية ألوية الموت، فيما لا تزال حسبهم عشرات السكنات فارغة حيث هجرها أصحابها نحو الحسنية بسبب التهميش الذي فرض عليهم، كما يلح السكان على ضرورة بناء قاعة علاج لرفع الغبن عن مرضاهم الذين يقطعون مسافات طويلة للوصول إلى المراكز الإستشفائية من خدمات بسيطة تصل حد أخذ حقنة، بالإضافة إلى توفير الإنارة العمومية لتمكينهم من التنقل في كل الأوقات، وتوفير فضاءات ترفيهية للشباب قصد صرفه عن أوكار المجون وبؤر الفساد المترامية على حواف المدينة، وكذا إعادة النظر في شبكة المياه الصالحة للشرب بسبب قدمها وتزايد التسربات بها·