شعرت بنوع من القلق وتوترت أعصابي بعدما انتهت مقابلة ''الثعالب'' التي لعبت بمخالب، والأسود الثلاثة ''التي لعبت بدون أنياب، ورغم أن التعادل كان بطعم الفوز مثلما يقول المعلقون والمحللون، انتابني إحساس مفاجئ بالخوف، وكان مصدر القلق هو المباراة القادمة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، ذلك أن الولاياتالمتحدة -حسب رأيي- ليست فريقا يلعب كرة القدم فقط، إنما دولة ظالمة وتبطش بأي شخص أو مجموعة أو دولة من الدول التي تحاول الفوز عليها، وسألت نفسي وأنا أعود بذاكرتي إلى التاريخ ''يا إلهي·· ماذا سيحدث لو فزنا عليها''، وهل سيقوم العرب ونحن ممثلهم الوحيد في المونديال بتشجيعنا؟ أم سيشجعون الأمريكان نكاية فينا؟ لقد ساورني الشك، فالولاياتالمتحدة مثل الغول، مخيفة ومرعبة، فربما سينتهج الجمهور العربي نفس النهج الذي سلكه الحكام العرب، فيشجعون فريق الولاياتالمتحدة ضد الفريق الجزائري، مثلما شجعوها ضد العراق، وسوريا وغزة، (غزة وليس الضفة) ووقفوا إلى جانبها في حروبها المستمرة ضد الدول والأوطان؟ وشعرت بأن ''ثعالب الصحراء'' ونحن معهم، مقدمون على حرب وليس فقط على مباراة في كرة القدم، وأن الجزائريين معهم الحظ، فستكون هذه المباراة هي الفرصة الوحيدة التي قد نهزم فيها الولاياتالمتحدة، وهي فرصة سانحة، أو ذهبية مثلما يحب معلق القناة الأولى عيسى مدني أن يقول، ويجب أن لا نتركها تفلت منا، فنستغل الموقف ونحقق الانتصار عليها، نكاية فيها ونكاية فيمن يساندها ويقف إلى جانبها في شرها وعدوانها وبطشها· ربما سيفعلها الثعالب، فلديهم إرادة من فولاذ، ويقف وراءهم جمهور من ذهب، جمهور في المدرجات بأعلام زاهية وهتافات مدهشة، وجمهور الشبكة العنكبوتية بكتابات وتعاليق مذهلة·· وقد تعجبت كيف قاتل هؤلاء العنكبوتيون ''إخوانهم'' في مصر، وكيف بطشوا بهم، وكيف سيطروا على ملعب الأنترنت مثلما سيطر اللاعبون في الملعب في أم درمان، تعجبت من قوة هذه التعليقات، وتساءلت إن كانت هناك قوة خفية تصبغها خصيصا لهذا الجمهور، أم جاءت عفوية لأنها تخرج من القلب؟ عندما رأيت هذا الجمهور الرائع يهتف لفلسطين ويرفع علمها، وينتصر لها عبر الأنترنت، أحسست بأن الفوز على الولاياتالمتحدة سيكون انتصارا في حرب وليس في مباراة كرة القدم ''نصر كبير على دولة طاغية''· وإذا حدث ذلك، سيصبح الثعالب ''معجزة'' لأنهم لا يقهرون إلا الكبار، مثل الألمان في 82 والإنجليز والأمريكان في .2010 الانتصار على الولاياتالمتحدة سيهديه الثعالب لأهلهم في غزة، حبا وتقديرا، ويهدونه إلى إخوانهم في مصر، لكن على طريقة، الرفيق في دفاتر المونديال، الوزير السابق للشباب والرياضة سيد علي لبيب·