لقد اختار وزير الرياضة أن يبقى رابح سعدان، وقد كان هذا اقتراح هذه الوزارة الذي ظهر في الجرائد، وهو اقتراح الاتحادية الجزائرية لكرة القدم التي يجب أن تكون مستقلة، بمعنى أنها الهيئة الوحيدة التي من المفروض أن تقع في هذا الاختيار بعد النظر في النتائج النقدية، ولكن عندنا تحدث الأشياء بطريقة مغايرة تماما· فالصحافة نقلت تصريحات وزيرة الصحة والرياضة الفرنسية وهي تصريحات أدانتها الفيفا بسرعة، فتراجعت الوزيرة عن ذلك، وفي بلدنا لم يتم التحرك حيال الأمر، وهذه من طبيعة الممارسات التي تميز ثقافة الحياة اليومية في الجزائر· يبدو أن وزير الرياضة راض على وضعية كرة القدم والرياضة بعد أن تمكن الفريق الوطني، الذي صنعته مجموعة لاعبين مزدوجي الجنسية ومكونين في فرنسا، من التأهل إلى مونديال .2010 أين هم اللاعبون المحليون؟ إن خيار استدعاء الجزائريين المكونين بفرنسا هو الشرح الوفي لهذه الحقيقة المرة، التي تميز الوضعية الدرامية للرياضة في الجزائر بسبب عجزها عن صنع لاعبين محليين رفيعي المستوى· المشكل ليس في تشكيلة اللاعبين الذين تم اختيارهم، لكن المشكل عندما تصرح السلطات عن نتائج إيجابية، بيد أن رحلة الفريق الوطني في مونديال جنوب إفريقيا تعبر عن فشل حقيقي، بعد أن عجزت التشكيلة الوطنية عن تسجيل هدف، بسبب غياب استراتيجية حقيقية واضحة ومتماسكة في الفريق، وهذا ما نلاحظه في تصريحات بعض اللاعبين للصحافة· صحيح أن الجزائر قد أقصيت من المونديال لمدة 24 سنة لكن هذا ليس سببا منطقيا من أجل تبرير هذه الحقيقة المرة، فهل يمكن اعتبار الاحترافية العلاج المعجزة لكرة القدم الذي يعيش أزمة دائمة؟ الأشياء أكثر تعقيدا مما تبدو عليه، والرؤية الجماعية والنظرة التي تجمع بين الصرامة والتساؤلات هي المطلوبة· الرياضة في الجزائر في حالة مؤسفة والجميع يعرف ذلك، وحتى الجدران تدرك ذلك أيضا، فهل من المجدي بالنسبة لمسؤولي الرياضة والشباب الكشف عن الحالة الحقيقية لهذا القطاع والتساؤل حول الوضعية الدرامية للشباب الذي يعاني من نقص الاهتمام؟ ألم يحن الوقت بعد من أجل مضاعفة قطاعات الشباب وتقوية الممارسة الرياضية من خلال سياسة تشجع التكوين بدءا بتكوين صنف الأصاغر؟ لدى وزارة الشباب والرياضة الكثير للقيام به، بدل أن تجعل الجميع يعتقد أن كل شيء على ما يرام، فالفريق الوطني لكرة القدم تأهل إلى منافسات كأس العالم بشق الأنفس، وقد حقق نتائج ضئيلة جدا مقارنة بالتي حققها فريقا 1982 و,1986 ويجب التفكير في مئات ''الحراقة'' والملايين من المرشحين لهذه الرياضة الجديدة· دور وزارة الشباب والرياضة يكمن في إيجاد وسائل من أجل إعادة الأمل للشباب والرياضيين، وسيكون من الجميل أن تبتعد الوزارة عن حشر نفسها في قضايا فيدرالية كرة القدم، التي تمنح حق اختيار بقاء أو مغادرة مدرب ما للفريق الوطني· ألم يحن الوقت بعد في هذا البلد من أجل اتخاذ بعض الجمعيات والمجتمع المدني لقرارات ذاتية مستقلة اتجاه الهياكل الحكومية؟ وهل هذا ممكن في مجتمع ليست ردود الأفعال فيه بالشيء السهل؟