لم تكتمل فرحة كنزة وأمثالها ممن تحصلوا على معدل 14.88 في شعبة العلوم الطبيعية في الالتحاق بكلية الطب نظرا لغياب إمكانية تلبية رغبتها بفعل التعديلات الجذرية المدرجة من طرف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تضمنت استحداث معايير جديدة للالتحاق بتخصص الطب والصيدلة والجراحة فرضتها نتائج امتحانات شهادة البكالوريا للدورة الجارية· لم تشفع دموع كنزة التي اختارت زاوية من مدرج ابن بعطوش بجامعة الجزائر بن يوسف بن خدة لتفرغ ما في جعبتها من انتقادات للطريقة التي تم على أساسها توجيه الطلبة إلى التخصصات التي يرغبون مواصلة الدراسة بها، وبالرغم من ذلك اعتبرت الطالبة أن هذا الإجراء قوض فرص العديد ممن أرادوا الالتحاق بتخصصات لتضرب بذلك فرصة تحقيق حلم طبيب المستقبل بعد عام من الدراسة، فقاعة التوجيه التي كانت تكتظ بالطلبة والأولياء بحثا عن جواب يشفي غليل البعض منهم ويزيل الإبهام والتساؤل الذي اكتنف هذا الإجراء ينحصر في أن المعالجة المعلوماتية لبطاقة الرغبات تسمح لكل طالب حصل على هذا المعدل بأن يكون تخصص الطب والصيدلة في قائمة الترتيب، لكن ذلك لا يعني توجيه الطالب إلى هذا التخصص، فالمبدأ الأساسي للمعالجة الآلية لبطاقات الرغبات هو الانطلاق من أعلى معدل وصولا إلى أدنى معدل شرط الاكتفاء بعدد المقاعد البيداغوجية وطاقة استيعاب الكلية، استمر الوضع على حاله طيلة يوم أول أمس ثاني أيام التسجيل وفقا لرزنامة التسجيل المقررة من طرف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي. ولعل ما ميز المكان هو قوافل الطلبة رفقة أوليائهم الوافدين على الجامعة، وهمّهم الوحيد هو التعرّف على كيفية التسجيل، تحذوهم رغبة في الحصول على اختياره، فبين القاعة المجهزة بأجهزة الإعلام الآلي لسحب بطاقة الشُّعب المتاحة وقاعة التوجيهات، وبين متذمر من محدودية الاختيارات ومحتار في كيفية التسجل، كان حال حاملي شهادة البكالوريا الملتحقين بالجامعة لإجراء عملية التسجيل الأولي· 03 % من أخطاء التسجيل الأولي تقنية بضع أمتار فقط تفصل المدرج الذي خصص لتوجيه حاملي شهادة البكالوريا الجدد عن كيفية التسجيل وتقديم النصائح المتعلقة بضرورة الاعتناء في اختيار التخصصات العشر الأولى دون الاستهزاء وملء البطاقة بطريقة عشوائية، علاوة على الانتباه إلى مكان تواجد التخصص بدلا من الاحتجاج بعد عملية التوجيه النهائي عن القاعة المخصصة للتسجيل عبر مواقع الأنترنت تحديدا عبر عنوان البريد الالكتروني المفتوح من طرف الوزارة الذي كشفت بشأنه المسؤولة عن تسيير القاعة أنه أكثر وضوحا من موقع التسجيل الذي خصص العام الماضي للتسجيل. تضم القاعة في مجملها ما يعادل 100 جهاز إعلام آلي مزوّد بخدمة البحث لتسهيل مهمة الدخول إلى المواقع، حيث تم توسيع القاعة بناء على ارتفاع عدد الطلبة المتوافدين إليها باعتبارها أقرب مركز جامعي للقيام بإجراءات التسجيل وتأكيد التسجيل الأولي ليتمكن الطالب من الحصول على التخصص الذي تم توجيهه إليه ليباشر بعدها عملية التسجيل النهائي على مستوى المؤسسات الجامعية الممتدة من 29 جويلية إلى غاية 06 أوت، حيث لم يتعد العام الماضي عدد الأجهزة المسخرة للقيام بعملية التسجيل 50 جهازا. وبالرغم من الإجراءات التي اتخذتها الكلية قصد تفعيل عملية التسجيل إلا أن تصريح ذات المشرفة على توجيه المقبلين على القاعة، لا تكاد تخلو من الأخطاء، حيث بلغت نسبة الأخطاء التقنية في التسجيلات ثلاثة بالمائة، وهو المشكل ذاته الذي واجه القائمين على عملية التسجيل العام الماضي، وعادة ما تكون نتيجة ارتفاع عدد الطلبة المستعملين للموقع مما يفضي إلى إمكانية وقوع أخطاء في بطاقة الرغبات نظرا لوجود إمكانية دخول أشخاص آخرين للعبث بقائمة رغبات الطالب في حال عدم احتفاظه بسرية الرقم الشخصي وتسربه إلى جهات أخرى، وبالرغم من عدم تسجيل حالات من هذا النوع، فإن احتمال وقوعها وارد، لذا خصصت الوزارة موقعها بإلزام الطلبة بالتعهد بالحفاظ على سرية الرقم، لأنها لا تتحمّل مسؤولية العبث به، كما أن عملية التوجيه النهائي بحكم طعون الطلبة مرفوضة في حال تلبية الوزارة أي تخصص من التخصصات العشر المدونة في بطاقة الرغبات، بحيث لا يحق للطالب تقديم الطعن إلا في حال عدم تلبية الوزارة رغباته العشرة وتوجيهه وفقا لما يسمح به المعدل باستثناء الحالات الستة المتعلقة بالحائزين على شهادة امتياز ممن يحق لهم الاختيار بين ثلاث تخصصات مع وجود احتمال كبير في تلبية رغبتهم الأولى، حسب تصريح نائب رئيس جامعة الجزائر المكلف بالبيداغوجيا. ولعل من بين الأخطاء الشائعة هو اعتقاد الطالب أنه قام بالتسجيل ليجد في آخر المطاف نفسه غير مسجل، أو أنه يسجل في تخصص دون أن ينتبه إلى المناطق والولايات التي يتواجد بها هذا التخصص. قاعة تسجيل تتحوّل إلى قاعات عائلية لم تجد الإجراءات التنظيمية التي اتخذتها جامعة الجزائر نفعا قصد تنظيم عملية التوجيه وتسديد الطلبة بفعل تحول القاعة المخصصة للتسجيلات بالحرم الجامعي إلى أشبه بمقهى عائلي، حيث لا يعتقد الوافد إليها أنها لطلبة يطلب منهم التحلي بالانضباط قصد ربح الوقت ومساعدة أكبر عدد منهم على إتمام عملية التسجيل بنجاح، حيث يتجلى للفرد الذي يقصدها في الفترة الصباحية أنها قاعة عائلية بحكم أن أغلبية الطلبة يتوافدون على القاعة رفقة أولياءهم أو أحد من أفراد العائلة لتطول بعد ذلك عملية سحب بطاقة الشُّعب المتاحة. الحديث عن الاختيار المناسب وسط حالة من التردد في ظل وجود علامات استفهام عن طبيعة ونمط التكوين، وتعد هذه النقطة من بين النقاط السلبية التي تشكل عبئا إضافيا على المشرفين على توجيه الطلبة بحكم أنها من بين العوائق التنظيمية التي من شانها أن تؤثر على عملية التسجيل، في ظل غياب قانون داخلي يمنع الأولياء من مرافقة أبنائهم إلى قاعات التسجيل بحكم الحاجة إلى توجيهاتهم في مثل هذه الفترة في اختيار المهنة المستقبلية،وما يمكن ملاحظته أن رغبة الأولياء عادة ما تتجاوز المعدل المحصل عليه من طرف أبنائهم، ويتجلى ذلك في ردة فعل بعض الأولياء الذين اقتربت منهم ''الجزائر نيوز'' جراء إقصاء الحاصلين على معدل 14 فما فوق من دخول كلية الطب وقبولهم في قائمة الترتيب دون ضمان الرغبة، واصفين ما حدث بالفوضى، حيث أن إدراج رغبتهم في الترتيب مع غياب إمكانية تحقيقها إجراء لا معنى له، لأنه حرم أبناءهم من فرصة دراسة الطب أو صيدلة في الوقت الذي تسمح لهم النتائج بأحقية الحصول على هذا التخصص. وزارة التربية تقدم رموزا سرية خاطئة وعملية التسجيل في تعقيد يعد الخلط في الأرقام الشخصية التي تضمنها كشف نقاط حاملي شهادة البكالوريا، تعقيد عملية التسجيل وتفعيل البريد الإلكتروني للطالب ليتمكن من التسجيل، من أبرز العوائق التي ساهمت في تعقيد عملية تسجيل حاملي شهادة البكلوريا، حسب تصريح المشرفة على توجيه الطلبة بجامعة الجزائر، باعتباره الإشكال الذي ميز التسجيلات السابقة، حيث يرفض الجهاز عند إدخال الرقم تفعيل بريد الطالب، وبالتالي لا تتم عملية التسجيل، وهو ما دفع الإدارة إلى الاستعانة بخبراء وتقنيين في الإعلام الآلي أكدوا أن الإشكال يكمن في الرقم الشخصي، ما يعني -حسبها- أن عملية التسجيل تستدعي التركيز والكتابة الصحيحة للرموز، وبناء على ذلك تم نقل هذا الإشكال إلى وزارة التربية الوطنية التي أخذت على عاتقها مسؤولية تدوين أرقام صحيحة لتسهيل عملية السجيل. قائمة اختيارات طويلة ورغبة الطلبة غير مضمونة ولأن العرض أكثر من الطلب، بناء على عدد الملتحقين الجدد بالجامعة، فإن قائمة الاختيارات المتاحة التي تتم بناء على معدل الطالب في شهادة امتحان البكالوريا تصل إلى حد 75 اختيارا فما فوق، فعلى سبيل المثال الحائزين على معدل 69,14 في شُعبة تسيير واقتصاد، فإن قائمة الاختيارات المتاحة يتجاوز عدد التخصصات المتاحة 75 تخصصا، وكلما كان ذلك أقل كلما قل عدد الاختيارات المتاحة لينحصر ما بين 17 إلى ,25 لكن بالرغم من ذلك. فإنها تدخل في الترتيب أي بإمكان الطالب إدراجها في قائمة الاختيارات المتاحة، لكنها لا تلبي بالضرورة، مما يعني أن رغبة الطلب غير مضمونة، وأنها تخضع لاعتبارات ومعايير أخرى في مجمله بعدد المقاعد البيداغوجية المتاحة.