وصف أنصار ''الخضر'' فكرة مسؤولي كرة القدم الجزائرية المتمثلة في رغبتهم في تجديد الثقة في مدرب الفريق الوطني، رابح سعدان، على رأس العارضة الفنية، بالكارثة الكبرى لمستقبل المنتخب والكرة الجزائرية، وأنها مجازفة حقيقية ستحرم الشعب الجزائري حتما من أفراحه ومن تحقيق أحلامه، وفهموا هذه الفكرة بوجود لعبة سياسية تحركها المصالح الشخصية، وهذا -حسبهم- بعدما تأكد الجميع أن رابح سعدان فشل في مهمته، وأن مستوى الفريق الوطني أكبر منهم بكثير، وأن ''الخضر'' بحاجة إلى مدرب كبير، وعارضة فنية جماعية تكون قادرة على تسيير اللاعبين· ما من حدث يشغل بال الجزائريين في الوقت الراهن سوى جدل العارضة الفنية ل ''الخضر''، ولم يهضم أنصار المنتخب الوطني الجزائري فكرة رئيس الفيدرالية الجزائرية لكرة القدم، محمد راوراوة، للاحتفاظ بالمدرب رابح سعدان، وتجديد الثقة فيه لمواصلة العمل على رأس العارضة الفنية ل ''الخضر''، وأبدوا مخاوف كبيرة من مستقبل المنتخب خصوصا بعدما تأكد الجميع من محدودية الإمكانيات الفنية والتكتيكية لهذا المدرب، وفشله الذريع في قيادة الفريق في مونديال جنوب إفريقيا، وأكدوا في حديثهم ل ''الجزائر نيوز''، خلال الجولة الاستطلاعية التي قادتنا عبر شوارع مدينة تيزي وزو، أنه لو توفر المنتخب الجزائري على مدرب كبير في مونديال جنوب إفريقيا لحقق نتائج أفضل وتأهل إلى الدور الثاني، معتبرين فكرة الاحتفاظ بالمدرب رابح سعدان هي قتل آمال الملايين من الجزائريين الذين يحلمون بفريق وطني كبير وبنتائج أفضل· كيف يتجرأ مسؤولو كرة القدم الجزائرية تجديد الثقة في مدرب فشل في مهمته على رأس ''الخضر''؟ هذا السؤال طرحه غالبية المواطنين الذين تحدثنا إليهم، متهمين المسؤولين على الكرة الجزائرية أنهم لا يعيرون أدنى اهتمام لمصالح المنتخب الوطني، وأكدوا أن رابح سعدان فشل إلى حد كبير في مهمته على رأس العارضة الفنية ل ''الخضر''، وأنه لا يتوفر على حلول تكتيكية خلال المباراة، وأنه عاجز تماما عن تسيير اللاعبين الحاليين· وحسبهم، فإن مستوى اللاعبين أكبر بكثير من مستوى رابح سعدان· وفي هذا الصدد، يقول المواطن أحمد، 43 سنة، ''الكل يعلم أن رابح سعدان فشل في مهمته، ولم يستطع حتى إيجاد حل للخط الهجومي في مونديال جنوب إفريقيا، وتأكد أن مستواه ضعيف جدا بالمستوى الذي يتمتع به اللاعبون، فكيف يتجرأ المسؤولون عن تجديد الثقة فيه''· إلى جانب ذلك، لمسنا خلال حديثنا مع المواطنين أنهم لم يفهموا إطلاقا الأسباب التي دفعت بالمسؤولين لتجديد الثقة في سعدان بالرغم من النتائج السلبية التي سجلها مع المنتخب الوطني، لكن ذلك لم يمنعهم من فهم ذلك على أنه هناك لعبة سياسية تحركها مصالح شخصية· وفي هذا الصدد، يقول (حسان· ق) 35 سنة، وهو مناصر وفيّ للفريق الوطني، حيث سافر إلى مصر والسودان وجنوب إفريقيا لمناصر ''الخضر''، يقول ''الاحتفاظ برابح سعدان يؤكد تسييس كرة القدم الجزائرية وكذا المنتخب الوطني، ومحاولة بعض الأطراف تحقيق مصالح شخصية تحول دون تطور المنتخب الوطني''، ويضيف قائلا: ''وقفت عن قرب مع المنتخب الوطني وسافرت معه إلى مصر والسودان وجنوب إفريقيا، وتأكدت جيدا أن رابح سعدان لا يستحق تدريب المنتخب، ومستواه ضعيف جدا، ولا يملك حتى خطة فعالة لمواجهة الخصم أو إيجاد الحلول التكتيكية في المباراة، في الوقت الذي نملك فيه لاعبين شباب مستواهم يفوق بكثير مستوى سعدان''· هذا، وقد أبدى العديد من الأنصار تخوفهم الكبير من مستقبل المنتخب الوطني في حالة مواصلة رابح سعدان تدريبه، وتبين من خلال حديثهم أن الأفراح مع هذا المدرب لن تتكرر· وفي هذا السياق، يتساءل كمال 31 سنة، ''ماذا يمكن أن ننتظر من مدرب لا يحسن إحداث تغيير في المقابلة، ويحتقر لاعبين نجوم أمثال بودبوز وعبدون، ويحتفظ بهم في كرسي الاحتياط ويشرك لاعبين أظهروا ضعفا كبيرا أمثال غزال، جبور وصايفي؟''، وهذا ما قاله المناصر فؤاد 36 سنة ''أعتقد أن مستقبل ''الخضر'' مع سعدان في خطر، فشل في مهمته، وقاد المنتخب لهزائم متتالية، فعلى المسؤولين جلب مدرب كبير يقدر تسيير المنتخب''· الأنصار يصرخون: ''نحيوْنا سعدان ولا حبيتو تحابسولنا قلوبنا'' أكد معظم الأنصار في تصريحاتهم ل ''الجزائر نيوز'' أن العمل الذي يقوم به رابح سعدان على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني، وكذا النتائج السلبية التي يسجلها، وخصوصا عدم انتهاج خطة تكتيكية فعالة في المقابلات الحساسة، وعجزه عن إحداث تغيير··· وغيرها من الإخفاقات· كل هذه الأمور -حسب الأنصار- ''سببت مشاكل نفسية حادة للأنصار''، حيث يقول المواطنون في صرخاتهم للمسؤولين ''نحيونا سعدان ولا حبيتو تحابسولنا قلوبنا''· هؤلاء يطالبون بنتائج أفضل نظرا للتشكيلة التي يتوفر عليها المنتخب، والذي تضم لاعبين كلهم نجوم ويتمتعون بمستوى فني وبدني كبيرين، باعتراف أكبر المدربين ونجوم كرة القدم العالمية، وأنصار ''الخضر'' أصبحوا لا يتقبّلون الهزائم بالنظر إلى مستوى المنتخب· وحسبهم، فإن الفريق تنقصه فقط الأهداف التي من شأنها أن تكون نتاج الخطط التكتيكية التي يعتمد عليها المدرب، هذا ما تبيّن خلال المقابلات الثلاثة التي لعبها الفريق الوطني في مونديال جنوب إفريقيا، حيث قدم اللاعبون كل مجهوداتهم، أما المدرب -حسب شهادات الأنصار- فلم يستطع إيجاد حل تكتيكي لتسجيل ولا هدف واحد· ''تحقيق الاستقرار في المنتخب'' هي حجة راوراوة المغالِطة والكاذبة للاحتفاظ بالمدرب رابح سعدان انتقد الأنصار بشدة الحجة التي اعتمدها رئيس الفدرالية الجزائرية لكرة القدم، محمد راوراوة للاحتفاظ بالمدرب سعدان على رأس العارضة الفنية ل ''الخضر''، والتي قال إنه يريد تحقيق الاستقرار في المنتخب، حيث اعتبر الأنصار هذه الحجة مغالطة وكذبة لا أساس لها من الصحة· وحسبهم، فإن سعدان في حد ذاته لا يريد تحقيق الاستقرار في الفريق، وفي هذا الصدد يقول مجيد 33 سنة، وهو مدرب إحدى الفرق المحلية بتيزي وزو: ''منذ تولي رابح سعدان العارضة الفنية للمنتخب الوطني لم يستطع الاستقرار على تعداد معين لتحضير المنافسات الكروية أمثال كأس إفريقيا وكأس العالم، أبعد تسعة لاعبين من الفريق ممن شاركوا في التصفيات وساهموا في تأهل المنتخب إلى كأس العالم، واستقدم سبعة لاعبين آخرين عشية مونديال جنوب إفريقيا''، وعليه تبين للجمهور أن سياسة الاستقرار كذبة، فبناء فريق مستقر -حسبهم-يتطلب استقرارا على كل المستويات بما في ذلك على مستوى اللاعبين· لماذا يريدون تجديد الثقة في رابح سعدان والكل يعلم أن التيار لا يمر بينه وعدد من اللاعبين أصبح الأنصار غير مقتنعين تماما بفكرة تجديد الثقة في رابح سعدان، واعتبروا ذلك بمحاولات لتخريب الفريق الوطني، وذكروا في هذا الصدد أن ''الكل يعلم أن التيار لا يمر بين سعدان وعدد من اللاعبين، فكيف يمكن تجديد الثقة فيه؟''· وفي السياق نفسه، يقول محمد، لاعب كرة قدم بفريق بوخالفة: ''العديد من لاعبي المنتخب يطالبون بمدرب كبير، وانتقدوا بشدة -ولو بطريقة غير مباشرة- طريقة عمل رابح سعدان وكذا لخياراته التكتيكية في مونديال جنوب إفريقيا، فكيف يمكن أن نتصور مستقبل الفريق مع سعدان في ظل هذه الانتقادات؟''، واعتبروا أن تجديد الثقة في هذا المدرب مغامرة خطيرة بمستقبل المنتخب، والمواطنون أصبحوا مقتنعين كل الاقتناع أن التغيير على مستوى الطاقم الفني ل ''الخضر'' أصبح ضروريا· وحسبهم، فمن غير المعقول أن يكون العمل ناجح في الوقت الذي لم يقتنع اللاعبون بطريقة عمل المدرب· على راوراوة أن يستمع للتقنيين والمحللين ليقتنع أن ''الخضر'' بحاجة ماسة لمدرب كبير نصح أنصار المنتخب الوطني الجزائري رئيس الفدرالية الجزائرية، محمد راوراوة، بالاستماع إلى التقنيين والمحللين الجزائريين الذين يعرفون جيدا كرة القدم ليقتنع هو الآخر أن فكرة تجديد الثقة في رابح سعدان كارثة كبرى لكرة القدم الجزائرية وتهدد مستقبل الفريق الوطني، وأن ''الخضر'' بحاجة ماسة لمدرب كبير يكون قادرا على قيادة المنتخب في أكبر المنافسات الكروية العالمية· ''الحمد لله أن الجزائر حاليا تتوفر على عدد معتبر من التقنيين والمحللين المختصين في كرة القدم، يعملون في أكبر الفضائيات العربية والعالمية، فعلى راوراوة أن يعتمد عليهم ويستمع إليهم ليفهم أنه يجب إسناد العارضة الفنية للمنتخب الوطني إلى مدرب كبير، وأن رابح سعدان فشل في مهمته لضعف مستواه''، حسب تعبير المواطن سليم· إلى جانب ذلك، طالب كذلك الأنصار من راوراوة بضرورة إشراك كل المهتمين بكرة القدم الجزائرية من لاعبين دوليين سابقين ومدربين محليين ورؤساء النوادي لبحث السبل اللازمة لاختيار المدرب الوطني الأنسب لتولي العارضة الفنية ل ''الخضر''، والبحث عن تحقيق منفعة المنتخب الوطني بعيدا كل البعد عن المصالح الشخصية التي تدور في الكواليس· وفي هذا السياق، انتقد الأنصار التهميش الذي يعانيه العديد من اللاعبين الدوليين الجزائريين السابقين، وخصوصا جيل ,82 وطالبوا بضرورة منحهم الفرصة لإثراء المنتخب بتجربتهم الكروية· الإبقاء على سعدان مدربا ل ''الخضر'' يتوجب استقدام مدربين محليين جديدين يرى الأنصار أنه إذا تجسدت فكرة تجديد الثقة في المدرب رابح سعدان على رأس العارضة الفنية، فإنه من الضروري استقدام مدربين محليين جديدين، ومن الأفضل أن يكونوا لاعبين دوليين سابقين، وهذا لمساعدة سعدان في عمله الفني والتكتيكي، وكذا لتقاسم المسؤولية، وبالتالي يتحقق هدف توسيع الطاقم الفني، وتجسيد العمل الجماعي الذي بدون شك سيعود بنتائج إيجابية على الفريق الوطني والجزائر ككل·· هذه المطالب سبق وأن وجهها العديد المختصين في كرة القدم لرئيس ''الفاف'' محمد راوراوة، حيث يرون أنه الحل الأنسب في حالة استحالة استقدام مدرب أجنبي كبير·