يطول الحديث ويقصر وقضية الأحم أحم لا تنتهي·· قلت لحماري·· دعنا منهم·· كيف يطاوعك قلبك وتتكلم عنهم من جديد؟ قال·· يريدون الصلح ويبعثون برسائلهم المشفرة من أجل ذلك·· قلت له مستهزئا لم تعد مشفرة يا حماري·· بعد أن زار رئيسهم بلادنا ورفرف علمهم من جديد في سمائنا·· قال·· جاء من أجل التعازي لا غير·· قلت له·· إذا تريد الخوض في هذا الموضوع أنا لست مستعدا لذلك؟ قال·· لا ولكن الأصداء هي التي تفرض علينا طبيعة الحديث·· قلت له غاضبا·· كل هذه الحرارة والضغط والناموس وأنت تزيد صبّ الزيت على النار؟ نهق عاليا وقال·· معك حق يا صديقي الحديث عنهم ما يزال مزعجا ويثير التذمر والاشمئزاز·· قلت له·· بما أنك تعرف كل هذا لماذا تريد خلط الأمور·· قال·· لاستفزك·· قلت له·· يا له من استفزاز·· أنت تعرف رأيي ورأي كل الشعب·· لا صلح·· لا وصل·· لا اتفاق·· واللي فالقلب فالقلب·· نهق حماري عاليا وقال·· معك حق·· القلب لن يرضى والعقل لن يسامح وهم جنوا على أنفسهم·· نظرت إليه نظرة المتبرم وقلت·· أرجوك لا أريد فتح هذه السيرة من جديد رجاء·· وإلا سوف تكون القطيعة بيني وبينك·· احمرت وجنتا حماري اللعين وأدرك فعلا أن الجرح لم ولن يبرأ··!