بعد عشرة أيام من العطاء الفني والتمازج بين ثقافات أربع قارات، اختتمت ليلة أول أمس فعاليات مهرجان تيمفاد الدولي في طبعته الثانية والثلاثين، وقد اختيرت قامة من قامات الفن العربي الأصيل لتنشيطه، ويتعلق الأمر بنجمة الأغنية اللبنانية التي استطاعت أن تصنع التاريخ في ليلة لن ينساها أبدا سكان عاصمة الأوراس الذين سجلوا حضورهم بالآلاف لمقابلة صاحبة الصوت الكريستالي، ماجدة الرمي، وهي تؤدي أجمل ما زخر به رصيدها الفني على مدار 40 سنة من العطاء· مهرجان تيمفاد الذي تداول أزيد من عشرين فنانا على ركح المسرح الجديد لتنشيط فعالياته، وحقق قفزة نوعية مقارنة بالطبعات السابقة سواء من حيث المشاركة أو الحضور الجماهيري عرس عاصمة الأوراس الدولي، كان ختامه مسك، وعلى لغة الحب والشموخ، افترق الجميع وهم يودعون سفيرة الأغنية اللبنانية عبر العالم ماجدة التي نجحت، وعلى مدار ساعتين من الزمن، في استقطاب الجمهور على اختلاف فئاته من شباب، رجال ونساء، ورحلت به إلى زمن الفن الأصيل والأغنية العاطفية الممزوجة بعبق الافتخار والاعتزاز بالنفس، وقد اختارت ماجدة التي حلت بأرض الأوراس، لأول مرة، باقة متنوعة من رصيدها الفني القديم والجديد، وعلى مدار ساعتين من الزمن، وبدون توقف، أبدعت وأكدت أنها الفنانة التي لا تزول لأنها التي لا تقدم إلا الجميل والخالد الذي لا يقل عن مستوى ما غنى عبد الحليم وفيروز. وأول ما طلعت به من اختارتها الأممالمتحدة سفيرة للنوايا الحسنة عبر العالم أمام الجمهور الذي أكد حبه للفن وتذوقه للأصيل منه، كانت أغنية ''يا بلادنا احنا انسينا'' التي تقدمها لأول مرة أمام الجمهور لتواصل بعد ذلك معشوقة الجماهير مشوارها في سهرة قالت عنها إنها لن تنساها أبدا لأنها أدخلتها التاريخ، وحينها قدمت ''يسألوني عنك الناس''، ''خدني حبيبي عا الهنا''، ''ما تسأل قلبي ليش''، ''أبكي حبيبي''، ''عيناك ليال صيفية''، ''غني أحبك أن تغني''، ''لا ما تقلي حبيبتك''، وهي عناوين لأغانٍ جديدة وقديمة اختارتها ماجدة لإطراب الحضور الذي صفق، رقص واستمتع كثيرا بالعروض الفنية المتميزة التي قدمتها. ولأن اللحظات الحلوة تمر كالبرق وقت السهرة الأخيرة من فعاليات العرس الأوراسي لم يحس به الجميع، وعلى إيقاع أغنية ''أنا لولية'' للفنانة الجزائرية نعيمة الدزيرية التي اختارت ماجدة توديع الجمهور بها، اختتمت فعاليات مهرجان تاموقادي وسط ديكور فني مميز صنعه أبناء الأوراس الذين رفعوا العلم الوطني وهتفوا مطولا باسم الجزائر، وهو ما أثر في بنت لبنان التي قالت إن ما لاقته من الجزائريين، الشعب الطيب والمضياف، هو رسالة ستقرؤها أينما حلت وأنها لن تتوانى في حط الرحال بعاصمة الأوراس مرة وإثنين وثلاثة، لأن ما لاقته كان فوق كل اعتبار ولا يستحق من قدموها لها إلا الاحترام والتقدير· للإشارة، فإن الأعداد الجماهيرية الكبيرة التي سجلت حضورها في السهرة الأخيرة من مهرجان تيمفاد الدولي في طبعته الثانية والثلاثين يعد سابقة من نوعها. وبالرغم من أن سعر التذاكر حدد ب 700 دينارا، إلا أن ذلك لم يمنع عائلات المنطقة الشرقية بصفة عامة من تسجيل حضورهم بقوة وخص نجمة الأغنية العربية البنانية باستقبال لا يحظى به إلا الكبار.