ما الذي أصاب ذاكرة الأدباء الجزائريين من أعطاب بليغة لينسوا ذكرى وفاة الأديب والباحث السوسيولوجي عمار بلحسن وهو الذي غيبه الموت قسرا من 17 سنة خلت؟ ما الذي أصاب جامعة وهران من أمراض مزمنة كي يغيب عنها اسم أحد أهم أكاديمييها الأفذاذ الذين صنعوا مجدها العلمي ورفعوا مستواها واسمها عاليا في الملتقيات الوطنية والدولية؟ لقد حلّت الغيبوبة الجماعية ولم يعد اسم الراحل عمار بلحسن يطفو إلى سطح الذاكرة الجزائرية المنكوبة المثقوبة ··· لقد نسيت الشفاه حروف أبجدية اسمه ولم تعد تقوى على النطق به· لا شيء يؤلمني أكثر من مرور ذكرى الرجال الذين دفعوا أنفسهم ووهبوا أعمارهم للذكاء والجمال في هذه الأرض دون أن يلتفت إليهم بالاستذكار أو بإعادة فتح ملفات حياتهم وكتاباتهم التي منحتنا فيما مضى المتعة والقدرة على اجتراح عوالم الحب والمعرفة والبهاء· لا شيء يوجع القلب أكثر من إغماض العين جحودا ونكرانا لما قدّمه عمار بلحسن، الذي كتب القصة القصيرة فكان ضمن أفضل وأجود كتاب القصة القصيرة على المستوى العربي· ما زلت وبعض الأوفياء لعمار بلحسن أنتظر - من غير يأس - تنظيم ملتقى سنوي قار باسمه ··· ما زلت أرعى أملا في أن تنشر كافة مخطوطاته التي ما تزال بحوزة البعض منذ سنوات دون أن تدفع باتجاه المطبعة ··· ما زلت ''أربي الأمل'' في أن يسمى المعرض الدولي للكتاب بالجزائر باسم عمار بلحسن وباسم العديد من الكتاب الجزائريين الذين رحلوا عنا·