تجري مصالح الأمن المختصة تحقيقات حول أكبر عملية لتبييض الأموال في ولاية البليدة، يعتقد أن وراءها كل من (جمال· ب) صدر في حقه أمر دولي بالقبض عليه، بالإضافة للمسمى سعيد ليميغري، المتورط في قضية محاولة تهريب خمسة أطنان من المخدرات بالميناء الجاف بالرويبة عام 2008 ويكون الإثنان قد حوّلا أموالهما القذرة لاستثمارات في البليدة عن طريق تجسيد بعض المشاريع الاستثمارية وكذا شراء عقارات ومحلات تجارية فاخرة· وحسب مصادرنا، فإن القضية الأولى تعني التاجر (جمال· ب) وهو متورط في مختلف القضايا التي هزت ولاية البليدة بداية من عام ,2005 والمتورط فيها والي البليدة الأسبق محمد بوريشة وابنه المتابعان قضائيا في ملفات تتعلق بالفساد وأخرى تتعلق بشبكة تهريب السيارات بالنسبة لابن الوالي، وقد تحوّل (جمال· ب) إلى ملياردير كبير بعد أن شارك في مختلف الصفقات التي قام بها والي ولاية البليدة بداية من ,2005 وكذا قضية تهيئة مستشفى الأمراض العقلية فرانز فانون في البليدة الذي أدين عدد من مسؤوليه بأحكام متفاوتة. وفيما يخص القضايا المرتبطة بالوالي، فإن الأمر يتعلق بتلك التي منحها عام 2005 وتتعلق بالمساعدات وشراء الألبسة لفقراء خمس بلديات بولاية البليدة، حيث ظفر (جمال· ب) بالصفقة، بعد أن تم تضخيم فواتير اقتناء الألبسة، وهي الفواتير التي رفض رئيس بلدية البليدة الأسبق التوقيع عليها بالرغم من إصرار رئيس الدائرة على ذلك، في وقت أن قضية المستشفى تتعلق باقتناء الأسِرة والأفرشة وحتى مكيفات الهواء بأسعار خيالية، وقد ربط (جمال· ب) علاقة كبيرة بابن الوالي ما مكنه من الظفر بأبرز الصفقات والتحول إلى ملياردير حقيقي، وقد صدر في حقه أمرا دوليا بالقبض عليه عام 2007 بعد الاشتباه في فراره إلى المغرب أو إلى إسبانيا، لكن مصادر أمنية أشارت إلى قيام هذا الشخص بتحويل أمواله الاستثمارات في البليدة وعدد من الولايات مستعملا أسماء مستعارة لأقربائه· أما القضية الثانية، فتتعلق ببارون مخدرات جزائري المدعو أحمد يوسفي سعيد ''السعيد ليمغري'' اللاجئ في المغرب، المتورط في فضيحة 5 أطنان من الحشيش كانت مدسوسة في حاويات أودعت بالميناء الجاف في الرويبة سنة ,2008 وقد أظهرت التحقيقات أن الكمية ذاتها جلبها ''السعيد ليمغري'' رفقة زملاء له أقاموا ببلدية المحمدية في العاصمة منذ ,2004 وحوّلوا أحياءها إلى معاقل لتهريب وتجارة المخدرات بدعم من شبكات دولية للمخدرات بمشاركة من بارونات مغاربة، وذلك قصد إعادة انتشار جغرافي لهذا النشاط في الجزائر، بعد أن تم تشديد الرقابة في موانئ غرب البلاد من طرف الجمارك الجزائرية بمساعدة نظيراتها الأوروبية، وقد اشترى سعيد ليميغري، عقارات في البلدية وعدد من بلديات العاصمة خاصة الشراقة، كما يكون لهذا البارون استثمارات كبيرة بأسماء مستعارة أيضا· وتبين من التعرف على شخصية هذا البارون أنه متابع قضائيا في فرنسا بعد فراره من السجن سنة 2002 ومحكوم عليه 15 سنة سجنا بتهمة السرقة بالعنف والسلاح واحتجاز رهائن، وقد أصدر القضاء الفرنسي بحقه مذكرات الاعتقال، ومع ذلك مارس مدة 6 سنوات نشاط تهريب المخدرات إلى أوروبا وتجارة السيارات المسروقة في محور وهرانوالجزائر والشلف والبليدة·