بعد المهرجان الثقافي الإفريقي ''الباناف'' عادت الحياة الفنية والثقافية إلى سيرها العادي· أنا، ممثل في المسرح الوطني الجزائري، ومصطفى كاتب دائما مدير المؤسسة· القطع المسرحية تعاقبت على الإعلان· ''بليس لعوار كاين منو'' ل ''علال الموهيب''···بداية سنة 1972 طبعت باقتباس للعربية جدلية ''رجل بحذاء الكاوتشو'' لكاتب ياسين، التي لعبها في المسرح الوطني الجزائري وبعدها في المهرجان ''موناستير'' بتونس· على الجانب الشخصي، بداية سنوات السبعينيات دلتني على خبرة وتأمين أكثر· أحسست أخيرا أني اندمجت في هذا الوسط مثل السمك في الماء· أعتبر مروري في الإذاعة من 1963 إلى 1966 بمثابة التكوين النظري· السنوات التي دامت من 1967 إلى غاية 1972 كانت تكوينات تطبيقية· كنت أحضر التمارين، القراءات··· لا أترك شيئا يمر· أتذكر أن مصطفى كاتب لا يرضى ولا بمتطفل أو بدخيل داخل القاعة خلال التحضيرات الأولى للعرض ماعدا بعض الممثلين، علما أنه سيقدم حتما على توبيخهم، لا يريد أن يقلقهم· أنا أجلس في الشرفة الرابعة وأحضر التمارين· كاتب، مخرج المسرحية، معروف بهدوئه الأسطوري، أحيانا عندما يريد أن يفهم شيئا لأحد الممثلين أو الممثلات لديه طريقة خاصة للغضب· ليست نوبات عصبية ل ''Othello'' لديه كلمات منصفة وعادلة، منسقة إلى نوع من النبرة وتعابير الوجه التي بإمكانها أن يفعلها كذلك، وإلا أكثر تأثير على النوبات والصراخات· ولا أحد يتجرأ على معارضة ذلك· كيف يفعلها عندما نعرف أنه ممثل، مخرج مسرحيات، مدير الفرقة المسرحية لحزب جبهة التحرير الوطني، أحد الرواد··· اسمه يكفي··· ربما البعض يعتقدون أنه شخص صارم···؟ ليس كذلك إطلاقا، كان دائما جد متصل مع الممثلين كونه مخرج والشباب كانوا مرتاحين معه بالرغم من هيبته· ويعود الفضل له كي أتقمص دور كبير في أول مسرحي لي، وضع فيا ثقة كبيرة عندما أوكلني بترجمة نصين في غاية الصعوبة لكاتب ياسين ونادين حكمات· كانت من دواعي شرفي أن أرى النصين يجسدان فوق الركح من طرف ممثلين كبار· أتذكر أني عوضت ذات مرة علال الموهيب في دور ''لانسدا''· ترجمة أكبر المسرحيات الكلاسيكية والمعاصرة كانت لي بمثابة تمارين جد تربوية· عندما أترجم، ألعب كل الأدوار··· ترجمت ''Othello''، وأيضا ''بائع البندقية'' الذي أحتفظ به دائما··· مسرحيتين لم يتم عرضهما على الخشبة· أوجه نداء إن هناك أحد مهتم، خصوصا ل ''Othello''· بائع البندقية، أفضل أن أفعله أنا شخصيا··· وفي بداية سنوات السبعينيات، بفضل الترجمات، بدأت أجد راحة في الكتابة، أكون جمل، إعادة تدوين الانفعالات··· التي لم تقال، تملصات··· كيف يمكن قول أشياء دون وضعها في خطر الرقابة··· بالمقابل، نراقبه آليا· هناك خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها· بلاشعور، فهو ضروري التفكير أفضل أنه لا يقول كذا وكذا من الأشياء··· تعلمت الكتابة· سنة بعد ''رجل بحذاء الكاوتشو''، كاتب مصطفى يغدر المسرح الوطني الجزائري، يستقيل···