جرائم قتل بشعة ترتكب لأتفه الأسباب وبعد فوات الأوان يؤكد الجناة أنهم ارتكبوا فعلتهم وهم في حالة لاوعي بسبب الغضب الشديد الذي يفقدهم صوابهم، وهذا عندما يدركون أن مصيرهم هو زنزانة يقضون فيها بقية أيام حياتهم بسبب لحظة طيش.. الأمثلة كثيرة ومنها جريمة قتل بشعة وقعت بإحدى أحياء بلدية الكاليتوس راح ضحيتها شاب في العشرينيات من العمر إرتكبها في حقه جاره وصديق طفولته بسبب خلاف حول مبلغ 5000 دج حيث وجه له سبع طعنات قاتلة بعدما ترصده إلى غاية دخوله مرحاض مقهى بحي زواوي حيث يقطنان. وقائع القضية تعود إلى يوم 27 أفريل 2008 عندما تلقت الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بأولاد الحاج مكالمة هاتفية من المدعو (ع،ر) صاحب المقهى الذي ارتكبت فيه الجريمة تفيد بأن شخصا مصابا بطعنات خنجر من الحجم الكبير ويوجد في حالة خطيرة، إثر ذلك تنقلت عناصر الدرك الوطني إلى عين المكان حيث عثرت على أداة الجريمة، وبعد نقل الضحية إلى مستشفى سليم زميرلي بالحراش لفظ أنفاسه الأخيرة هناك، وتم بعد ذلك توقيف المتهم وهو المدعو (ز،نبيل) الذي صرح خلال استجوابه بأنه لم يكن ينوي أبدا قتل الضحية ولا أن يترصده، وأنه ارتكب فعلته في حالة غضب شديد بعدما استفزه الضحية، مؤكدا أنه قصد مرحاض المقهى لقضاء حاجته وهناك التقى بالضحية الذي وجه له وابلا من السب والشتم وواصل ذلك بالبصق على وجهه ثم صفعه مهددا إياه وهو يتلفظ بكلام غير لائق، وفي تلك الأثناء ودون وعي وجه له طعنات بواسطة السكين الذي كان بحوزته والذي تبين أثناء المعاينة التي قامت بها المصالح المختصة أنه كان يحمل بقايا زيوت وشحوم مما يدل على أنه إستعمل في طهي وتحضير شواء اللحم،. شقيق الضحية الذي تم سماعه أكد أن المتهم هو شريك لشقيقه المرحوم في أشغال ترميم البنايات ووقع الخلاف بينهما بسبب مبلغ مالي يقدر ب 10 آلاف دينار قدمه أحد المواطنين للمرحوم من أجل قيامهما بالأشغال وطلب منه اقتسامه مع المتهم غير أن شقيقه المتوفى إحتفظ بالمبلغ لنفسه وهو ما تسبب في هذه المناوشات التي وصلت إلى حد القتل، وبعد التحقيق أحيل المتهم على محكمة جنايات العاصمة على أساس جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد.