كشفت، أمس، صحيفة ''لوفيغارو'' الفرنسية أن وزيرة العدل والحريات، ميشال أليوماري، نقلت، خلال استقبال رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لها، أمنية باريس في تنظيم احتفالات مشتركة بالتاسع عشر مارس المخلد بالنسبة إلى الجزائريين لعيد النصر· غير أن الرد لم يكن واضحا -حسب الجريدة- التي رأت أن ملف الذاكرة يعد من المسائل الشائكة التي يكون قد قال عنها مضيف آليوماري -حسب الجريدة الفرنسية دائما- ''لم نتوصل بعد إلى حل هذه المسائل ولكن هذا لا يجب أن يشكل عائقا أمام تقدمنا''· ''لوفيغارو'' ربطت العرض الذي تكون آليوماري قد طرحته على رئيس الجمهورية بتنظيم احتفالات مشتركة بذكرى وقف إطلاق النار، بالرغبة الفرنسية والرئيس نيكولا ساركوزي على وجه التحديد، في تفكيك كل نقاط الخلاف أو تأجيلها على الأقل لسبب بسيط وهو أن الذكرى ال 19 مارس 2012 تحل شهرا تقريبا قبل الانتخابات الرئاسية الفرنسية· ويكون نزيل الإيليزي يرغب في استغلال هذا الملف داخليا للاستهلاك الانتخابي· مسائل أخرى تكون قد تناولتها المحادثات مع رئيس الجمهورية ثم الوزير الأول حسب لوفيغارو نقلا عن محيط الوزيرة آليوماري على رأسها مشروع ''الاتحاد من أجل المتوسط''، ويكون الطرفان قد ناقشا المسألة من زاوية التردد الجزائري في الانخراط في هذا المسار الإقليمي، مبديا بالمقابل استعداده لمواصلة العمل ضمن إطار مجموعة ال 5 + .5 ويعتقد أن الطرف الجزائري قد عبّر لوزيرة العدل الفرنسية عن تحفظه على تفعيل دورها في المشروع ما لم يتم التوصل إلى حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني· غير أنه -حسب لوفيغار دائما- تكون الجزائر قد أعطت موافقتها على المشاركة في أشغال قمة برشلونة المرتقبة شهر نوفمبر الداخل· وحول الزيارة التي دامت 24 ساعة، كان لوزيرة العدل عدة لقاءات مع أصحاب حقائب وزارية سيادية في الجزائر يتقدمهم نظيرها الطيب بلعيز وزير العدل حافظ الأختام، ثم وزيري الداخلية والجماعات المحلية دحو ولد قابلية، ثم وزير الخارجية مراد مدلسي· وبناء على حيثيات الزيارة المكثفة يجمع المراقبون على أن ميشال آليوماري جاءت في مهمة وبتكليف شخصي من الرئيس ساركوزي الذي يواجه تحديات ربما تكون الأصعب في عهدته: جبهة داخلية ملتهبة ومحيط دولي يتزايد فيه تراجع دور باريس·