أدى تساقط الأمطار الطوفانية على مدار الثلاثة أيام الأخيرة إلى عزل عدة قرى ومداشر بولاية بجاية، وتحول وسط المدينة شبه بحيرات ومجار مائية، حيث لم تتمكن لا إمكانيات الجماعات المحلية ولا وسائل مختلف مصالح الحماية المدنية، من فك الخناق عن طرقات الولاية بسبب تراكم الأوحال بمعظم مسالك ومجاري المياه، مما شكل بركا مائية كبيرة وسيول هائلة في الطرقات، مما أدت إلى قطع الطرق وتحويل بعض مناطقها إلى قرى ومداشر منكوبة· كما تسبب تساقط الأمطار الأخيرة إلى غمر العشرات من البيوت وانهيار بعض الجدران لاسيما بالأحياء التي تعود العهد الإستعماري، والتي أدت إلى شلل تام في حركة المرور، وتسرب المياه إلى بعض المنازل خصوصا تلك التي تتواجد بالطوابق السفلية، وقد دفع سخط المتضررين الذين بلغ عددهم العشرات للتوجه إلى مراكز بلدياتهم وحتى إلى الولاية للمطالبة بإيجاد حل سريع، لاسيما وأن معظم منازلهم مهددة بالإنهيار· وفور تسجيل الخسائر المادية الأولى، أمرت السلطات الولائية بتنصيب لجنة لتقييم الخسائر وتحديد المتضررين. وقد أبرزت هذه الأمطار عيوب أحياء مدينة بجاية وكشفت الأشغال الترقيعية في مجال الأشغال العمومية وقنوات الصرف، وهي المسؤولية التي تقع على عاتق السلطات البلدية، كونها لم تقم بصيانة وتنظيف البالوعات والوديان خلال الصيف الماضي. يذكر أن الطابع العمراني لمدينة وقرى ومداشر ولاية بجاية يجعلها عرضة للفيضانات، فهي منطقة مسطحة لاسيما وسط المدينة، زيادة على تشييد العديد من المنازل على ضفاف الأودية وبمنعرجات الجبال، وفي هذا الشأن أقدمت مصالح ولاية بجاية على إنجاز مخطط لحماية الولاية من الفياضات يشرف عليه مكتب دراسات فرنسي، وينتظر في إطارها إنجاز قناة أو ممر مائي طوله 1 كلم يمر على طول مطار عبان رمضان بمنطقة إرياحن، قصد احتواء فائض مياه واد الصومام، إضافة إلى إنجاز سد صغير على طول 3 كلم بالمكان المسمى عرمة، غير أن مواطنين من مدينة بجاية عبروا عن تذمرهم من إطلاق مثل هذه الوعود التي لم تجسد بعد في الميدان، كما أن المصالح البلدية وعدتهم بتخصيص ميزانية قدرها 35 مليار سنتيم لتهيئة المدينة وتحضيرها لمواجهة الفيضانات، لكن دون أن تتجسد على أرض الواقع، ما يجعل المواطنين مهددين بخطر الفيضانات·