تعرف أسعار الخضر والفواكه على مستوى مختلف أسواق ومحلات ولاية بجاية ارتفاعا فاحشا في هذه الأيام التي لا يفصلنا عن عيد الأضحى إلا بضعة أيام فقط، حيث قفز الكيلوغرام من البطاطا من 35 دج إلى 60 دج، والجزر وصل إلى 50 دينارا، أما سعر الفلفل الأخضر يقدر ب 50 دينارا، والبصل ب 60 دينارا· وارتفاع الأسعار ببجاية مسّ كذلك اللحوم الحمراء والبيضاء، فالأولى تتراوح مابين 800 و900 دينار واللحوم البيضاء بين 350 و390 دينار، وهذا رغم الإجراءات التي أعلنت عنها الدولة بخصوص التحكم في الأسعار وتنظيم الأسواق، الأمر الذي لم يجد له البجاويون تفسيرا، ومعاناتهم تزداد أثناء تأزم تسويقهم في شتى أسواق بجاية· وفي هذا السياق، ولأجل معرفة الأسباب الرئيسية في ارتفاع الأسعار، تقربت ''الجزائر نيوز'' من بعض التجار الذين أجمعوا في تصريحاتهم أن قانون العرض والطلب هو الذي يتحكم في الأسعار، إضافة إلى السماسرة الذين يتلاعبون بالأسعار في أسواق البيع بالجملة· أما فيما يخص أسعار الدجاج واللحوم الحمراء، فإن أغلبية الجزارين والتجار أرجعوا السبب إلى غلاء غذاء الدجاج وكذا الكلأ، إلى جانب عدة عوامل تدخل أثناء النشاط التجاري منها وجود أطراف لا علاقة لهم بالتجارة يستغلون المناسبات لاسيما الأعياد الوطنية وشهر رمضان لتحقيق أهدافهم، وهمّهم الوحيد هو الربح السريع ولو على حساب الطبقة ذات الدخل الضعيف، وعليه فإن التاجر والمستهلك كلاهما يشتكيان من غلاء الأسعار· ويبقى السؤال المطروح من يكون خلف هذه الظاهرة، في ظل عدم تدخل الجهات الرسمية، رغم تسخير الدولة أجهزة المراقبة والمصالح المختصة في مراقبة الجودة وقمع الغش وضبط الأسعار، فمديرية التجارة لولاية بجاية قد أعلنت في وقت سابق بأنها جندت كل أعوانها للقيام بعملية مراقبة الأسواق وتنظيم النشاط التجاري، وأشارت إلى تسخير إمكانياتها البشرية على مستوى الولاية ويتكفلون بهذه المهمة التي تدخل في إطار حماية المستهلك الجزائري في صحته وأمواله، لكن الواقع يثبت عكس ذلك لاسيما مع الانتشار المتزايد للتجار غير القانونيين دون سجل تجاري، ويتملصون من دفع الضرائب، لكن يبقى المواطن هو الخاسر الأول والأخير ويدفع ثمن سياسة الإهمال·