اتفقت تنظيمات من المجتمع المدني وأحزاب سياسية، إضافة إلى شخصيات معروفة في لقاء جمعهم أمس، بدار النقابات بالجزائر العاصمة، على الانتقال إلى منعرج حاسم في تاريخ الجزائر المستقلة، بالدعوة إلى مسيرة وطنية يوم التاسع فيفري المقبل، تظم في صفوفها جميع الفعاليات الوطنية. هذه المسيرة جاءت بهدف رفع حالة الطوارئ بالدرجة الأولى، وتحرير كافة معتقلي الاحتجاجات الأخيرة التي شاهدتها العديد من مناطق الوطن وكذلك الذين اعتقلوا لتوجهاتهم السياسية. كما أن هذا التاريخ، جاء تزامنا مع تطبيق حالة الطوارئ في البلاد والتي صادفت تاريخ التاسع فيفري ,1992 والتي ما زالت سارية إلى يومنا هذا، والتي قال بشأنها رئيس الرابطة الجزائرية لدفاع عن حقوق الإنسان مصطفى بوشاشي، أنه لا يجب السكوت عن الوضع الذي يعيق كل تعبير ديمقراطي في الجزائر. كما أضاف، أن المسؤولية تاريخية وأن الوقت حان لضم كافة الفعاليات السياسية والمجتمع في البلاد بهدف خلق قوة تغيير. نفس الموقف تبناه رئيس النقابة الوطنية لمستخدمي الإدارة العمومية، ''السناباب'' رشيد مالاوي، كما طالب منخرط في نفس النقابة من كافة الأحزاب السياسية والتنظيمات النقابية وحركات المجتمع المدني، بالتهيكل في جبهة بغرض التوصل إلى التغير. من جهته، أضاف المنسق الوطني لمجلس ثانويات الجزائر العاصمة، ''ايدير عاشور'' الذي أكد أن النقابي الحقيقي لا يجب أن يبقى غير مبال بما يحدث في وسطه الاجتماعي، مضيفا ''أننا موصولون بالمجتمع لابد علينا أن نحمل ونتبنى طموحاته. أما ''الكناباست'' فقد أكد ممثله بودينة مسعود، أن الاحتجاجات الأخيرة لابد أن تؤطر من قبل حركات المجتمع المدني. حيث قال أن الإخفاق في قيادة الاحتجاجات الأخيرة تدفعنا بإعادة النظر في خطة عملنا. كما أن رئيس حزب الحرية والعدالة، محمد السعيد، الذي فسر الأسباب الحقيقية التي دفعت بالشباب إلى الخروج إلى الشارع، حيث قال أن الشعب لم يعد بوسعه ايجاد قنوات إتصال للتعبير عن عدم رضاه إضافة إلى حالة البؤس التي يعيشها، أما نائب عن حركة الأرسيدي، ''بسباس'' فقال، إن الحزب سبق وأن تبنى المطلبين المتعلقين بإطلاق سراح المعتقلين ورفع حالة الطوارئ. وفيما يخص موقف كل من حركة الديمقراطية الشعبية، حزب القوى الاشتراكية، فقد أعلنا دعمهما المطلق والواضح والمساندة الكاملة لهذه المبادرة. للإشارة، فإن هذا اللقاء عرف كذلك مشاركة العشرات من الجمعيات ولجان الأحياء الذين كان لهم دور في اجتماع يعتبر الأول من نوعه مند سنوات، وفي الأخير فقد تم الاتفاق على تشكيل تنسيقية وطنية تجمع كل الفعاليات الوطنية، كما تم الاتفاق على اجتماع أخر يوم الجمعة المقبل لوضع اللمسات حول الشعارات التي سيتم رفعها في المظاهرات، وكذلك حتى يتسنى أيضا لتنظيمات أخرى وأحزاب سياسية للإنضمام إلى الحركة.