يؤرخ هذا الجزء من الدراسة لأنشطة وتجارب المخابرات الإسرائيلية التي ارتبطت بشكل عام بالحروب والمواجهات العسكرية التي خاضتها إسرائيل، بالإضافة إلى الأعمال العدائية التي شُنت ضد اليهود في الخارج، أو ضد المواطنين الإسرائيليين في داخل إسرائيل· وتستعرض تطور أنشطة ومهام المخابرات تاريخياً، والهيئات والوحدات التي استحدثت لتتلاءم مع الظرف التاريخي والاحتياجات الأمنية والإستراتيجية التي تطرأ وفق المتغيرات والتحديات الأمنية التي تواجه إسرائيل في كل فترة، واستخلاص الدروس المستفادة من هذه ''التجربة العملية''· أولاً: مرحلة التأسيس: الأيام الأولى قبل قيام الدولة حتى نشوب حرب عام 1948 كان هناك ما يعرف باسم امخابرات المستوطناتا، وكانت تتكون من منظمتين أساسيتين، الأولى تعرف ب ''القسم السياسي للوكالة اليهودية''، الذي تأثر في أعماله وأنشطته ومبناه الإداري بالمخابرات البريطانية· ومع إقامة الدولة تم دمج هذا القسم في وزارة الخارجية، على غرار ما حدث في المخابرات البريطانية· وتمحورت أنشطة هذا القسم حول: العلاقات بين الفلسطينيين والدول المجاورة، والعلاقات بين الدول العربية والدول العظمى، والعلاقات العربية-العربية، والتطورات الداخلية في الدول العربية التي كان لها تأثير على دولة إسرائيل (فلسطين)· كما عمل هذا القسم على تجميع معلومات عامة، أمنية وسياسية، واهتم بنسج علاقات مع عناصر استخباراتية غربية، وشن عمليات تخريبية تهدف لعرقلة الأعمال العدائية، وراقب هذا القسم العمليات الاستخباراتية الأجنبية في فلسطين· أما المنظمة الثانية، فكانت ''هيئة المعلومات لمنظمة الهاجاناه العسكرية'' التي كانت النواة الأولى والأساسية للجيش الإسرائيلي، وتركزت أنشطتها حول الجبهة الداخلية، وعرب إسرائيل، والبريطانيين والبلدان العربية· وقامت الهيئة بتجنيد شبكات من المتطوعين والمتعاونين· ومع إنشاء الجيش الإسرائيلي تفككت هذه الهيئة واستخدمت وحداتها المختلفة لتشكيل هيئة استخباراتية عسكرية داخل الجيش· وخلال أواسط عام ,1948 وفي ذروة اشتعال حرب النكبة، شكلت المخابرات الهيئات التالية: أ- هيئة المخابرات في الجيش، التي تحولت في جوان 1949 إلى قسم استخباراتي في شعبة العمليات التنفيذية بالجيش· وفي نوفمبر 1949 تم تشكيل سلاح المخابرات كإطار مهني خاص لعموم رجال المخابرات بالجيش· ب- قسم سياسي في وزارة الخارجية خاص بالأنشطة الاستخباراتية في الخارج· ت- هيئة المعلومات الداخلية، وتختص بالأمن الداخلي، وخاصة إحباط المؤامرات السياسية والعمليات الإرهابية، وتحولت الهيئة فيما بعد إلى جهاز الشاباك الذي أنشئ في فيفري .1949 وفي أفريل 1949 تشكلت الجنة التنسيق بين الهيئات العليا برئاسة رأوبين شيلواح، أمين سر رئيس الوزراء ''بن جوريون''· وتكون أعضاء هذه اللجنة من رؤساء الأقسام السياسية، والشاباك، والمخابرات العسكرية، وشرطة إسرائيل· أما ''المؤسسة المركزية لتركيز وتنسيق الخدمات المخابراتية والأمنية''، فقد تشكلت في 13 ديسمبر عام ,1949 وترأسها ''شيلواح'' أيضا، وكان الهدف منها تطوير وتنسيق أنشطة المخابرات، وربما اختار ابن جوريونب رئيس واحد للمنظمتين لتفهمه لأهمية التنسيق بين أجهزة المخابرات والسيطرة المركزية عليها، إضافة إلى الدروس التي استفاد منها ''بن جوريون'' من الصراعات التي نشبت بين وزارة الخارجية والمخابرات العسكرية، لاسيما فيما يتعلق بتجميع المعلومات من الخارج· وفي صيف عام 1949 تم إخراج الشاباك من التبعية لهيئة أركان الجيش الإسرائيلي، وأصبح تابعاً لوزارة الدفاع، وكانت الأسباب وراء ذلك ''بيروقراطية'' في جانب منها، إذ أن الشاباك زعم أن الجيش لا يعطيه حقه فيما يتعلق بتخصيص الموارد· سنوات الخمسينيات: في مارس 1954 تحوّلت ''المؤسسة المركزية لتركيز وتنسيق الخدمات الاستخباراتية والأمنية'' إلى هيئة مستقلة بذاتها، ولم تعد تابعة لوزارة الخارجية، وأصبحت تابعة لرئيس الوزراء بصورة مباشرة· وفي المقابل حدث تغير جوهري في مهامها، حيث أنشئت هيئة مركزية مستقلة داخل هذه المؤسسة، منوطة بكل العمليات الاستخباراتية خارج البلاد، التي مثلت فيما بعد الجزء الأساسي من جهاز االموسادب· واشتملت الهيئة على ممثلين من جهازي الاستخبارات الآخرين، سواءً على مستوى القيادات العليا أو القيادات الميدانية· وبرزت في تلك الآونة شخصية ''رأوبين شيلواح'' الذي نجح في تطوير مجموعة من العلاقات الخارجية السرية، كما نجح في نسج علاقات خاصة مع أجهزة مخابرات غربية ومن بينها المخابرات المركزية الأمريكية· وفي عام 1952 تم تعيين ''إيسار هرئيل'' رئيساً للموساد (كان يحمل اسم ''المؤسسة المركزية للمخابرات'' آنذاك)· وكان ''هرئيل'' كذلك مسؤولاً أمام ''بن جوريون'' عن رئيس الشاباك، أي أنه كان المسؤول المباشر عن جهازي المخابرات (الموساد والشاباك) في الفترة من 1952 حتى .1963 تحول قسم المخابرات، في 28 ديسمبر ,1953 إلى شعبة في هيئة أركان الجيش، التي تحولت إلى جهاز أمان (المخابرات العسكرية الإسرائيلية)، وتمثلت أهم الاعتبارات الأساسية وراء هذه الخطوة في طبيعة عمل هذه الهيئة المتعلقة بالمجال السياسي؛ ما يحتم ربطها مباشرة برئيس الأركان ووزير الدفاع، ومن ثم تأسس ''أمان'' كأكبر هيئة استخباراتية مركزية في إسرائيل في مجال جمع المعلومات والبحث الاستخباراتي، كما تعززت مكانته نتيجة للتطورات التي شهدها كهيئة كبيرة في مجال جمع المعلومات الاستخباراتية ''التكنولوجية''· وظهرت في تلك الآونة أيضا أنشطة ''أمان'' في مجال العمليات القتالية السرية، التي كان لها أيضا أهدافا سياسية، وتركزت على التسلل سراً إلى مناطق العدو بواسطة مجموعة من المقاتلين أو العملاء اليهود بغرض جمع معلومات استخباراتية أو القتال سراً· ومع ذلك، فقد شهد العام 1954 سلسلة من الإخفاقات الخطيرة في أنشطة ''أمان''، ويمكن رصد بعض هذه الإخفاقات في: أ- عملية ''الصفقة الفاسدة'' التي تم خلالها القبض على مجموعة يهودية ل ''أمان'' نشطت داخل مصر بهدف تنفيذ عمليات تخريبية، وذك للإيحاء بوجود حالة ''من عدم الاستقرار'' في مصر، بشكل يدفع البريطانيين الذين كانوا على وشك الخروج من مصر إلى البقاء فيها، وبهذا يتم تأمين حرية العمل البحري الإسرائيلي في قناة السويس· غير أن فشل العملية أدى إلى موجة عاصفة من الغضب في الأوساط السياسية الإسرائيلية لسنوات عديدة، وكان لها الكثير من الآثار السلبية للغاية على العلاقة بين اأمانب وصناع القرار في إسرائيل· ب- اعتقال رجل ''أمان'' العقيد ''ميكس بينت'' في مصر، وذلك في أعقاب الاتصالات التي أجراها مع خلية ''الصفقة الفاسدة''، على الرغم من أن مهامه لم تكن مرتبطة بها· وكان ''بينت'' يعمل في مجال جمع المعلومات الاستخباراتية في مصر تحت غطاء رجل أعمال ألماني، ونجح في إحداث اختراق داخل الطبقة العليا في مصر، وقام بتوفير مجموعة من المعلومات المهمة للمخابرات الإسرائيلية· وبرغم قرب أنشطته من أنشطة ''إيلي كوهين'' في سوريا، إلا أن اسمه لم يكن شائعا بين الجمهور في إسرائيل· ت- القبض على خلية مقاتلي الجيش الإسرائيلي (من بينهم ''أوري إيلان'' مقاتل وحدة ''جولاني'') في سوريا، وهي خلية عملت في مجال جمع المعلومات الاستخباراتية لصالح ''أمان''، علاوة على تقوية منشآت ''التنصت'' في هضبة الجولان· وفي ضوء هذه الإخفاقات، قام ''بن جوريون'' في عام ,1957 بتكليف ''شاؤول أفيجور'' بإعادة فحص أنشطة أجهزة المخابرات، بهدف وقف سلسلة الإخفاقات وتفعيل عمل هذه الأجهزة· ------------------------------------------------------------- لمن كان له قلب :صور من المخالفات الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد·· شرع الله الشرائع وحد الحدود لما فيه سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة، وفي التزام حدود الله وعدم تعديها الفضيلة والطهر والعفاف وسمو النفس الإنسانية والترفع عن الرذائل وتجنب الشرور والفساد والأثام، والله تعالى يقول: ''إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا''· نكتب عن صور من المخالفات التي ظهرت بين النساء، ولعظم شأن المرأة في المجتمع المسلم وحرصا على سلامة الأخت المسلمة من الوقوع فيها أحببنا أن ننبه عليها لنحذرها وتقلع عنها وتتوب إلى الله إذا كانت واقعة في شيء منها، ثم تحذر أخواتها، وتنكر على من تأتي شيئا منها· والله نسأل أن يصلح نيتنا وأعمالنا· مخالفات العقيدة الذهاب إلى السحرة والمشعوذين والكهنة، لمرض أو عين أو فك سحر أو عمل: والرسول (صلى الله عليه وسلم) حذر من إتيانهم فقال: ''من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً'' السنن الأربع، بل إن تصديقهم كفر، كما قال رسول (الله صلى الله عليه وسلم): ''من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم'' (مسلم)· زيارة المقابر وشد الرحال لها وخاصة قبر الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وقد قال الرسول (صلى الله عليه وسلم): ''لعن الله زورات القبور'' (مسند أحمد)· النياحة وضرب الوجوه وشق الجيوب على الأموات، قال (صلى الله عليه وسلم): ''ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية'' (متفق عليه)، وقال (صلى الله عليه وسلم): ''النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب'' (مسلم)· جزع بعض النساء لضر نزل بهن والدعاء على أنفسهن بالموت، والرسول (صلى الله عليه وسلم يقول): ''لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به، فإن كان لابد متمنياً، فليقل: الهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي'' (متفق عليه)· القسم الثاني: الرقية الشركية وهذا النوع من الرقية منافيا تماما للشرع لأنه الشرك الأكبر والمخرج من الملة، حيث أنها تتم بالاستعانة والاستغاثة بغير الله· وهو يجرح جناب التوحيد وهو المحبط للعمل (لأن أشركت ليحبطن عملك)· وهذا النوع من الرقي التي وصفها النبي (صلى الله عليه وسلم)، بأنها من الشرك، والتي قال عنها عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، كان مما حفظنا عن النبي (صلى الله عليه وسلم)، أن الرقي والتمائم والتولة من الشرك، كالذي يعتقد ويعتمد على الرقية اعتمادا كليا، ويظن أنها نافعة ومؤثرة؛ بذاتها، لا بقدرة الله، وهذا فيه خلل في الاعتقاد والعياذ بالله· بل يجب الاعتقاد بأن كل شيء إنما يكون بإذن الله، وعدم الاعتماد على التمائم، والخرز وغيرها مما يجعل القلب يتعلق بغير الله· وقد بين خليل الرحمن، نبي الله ابراهيم عليه السلام، عندما حاج قومه· قال عز وجل: ''واتل عليهم نبأ ابراهيم إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون قالوا نعبد أصناما فنضل لها عاكفين * قال هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون قالوا بل وجدنا آبائنا كذلك يفعلون * قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون، فإنهم عدو لي إلا رب العالمين * الذي خلقني فهو يهدين * والذي هو يطعمني ويسقين * وإذا مرضت فهو يشفين''·