أكد مدير مخبر المسألة التربوية بجامعة محمد خيضر بولاية بسكرة، أن الهدف من تنظيم ملتقى دولي حول الإصلاح التربوي في الجزائر، هو تقويم حصاد الإصلاح التربوي في الجزائر منذ سنة ,2003 وذلك برؤية موضوعية، هدفها تشخيص أوجه النقص وإماطة اللثام عن الخلل، وتثمين مواطن القوة، مشيرا إلى أنه من الممكن الاستفادة من خبرات الدول الأجنبية على الرغم من أن كل دولة لها خصوصياتها. ما هي النشاطات التي يقوم بها مخبر المسألة التربوية، وهل ترتكز على المجال التربوي فقط؟ يرتكز النشاط الأساسي للمخبر حول المسائل التربوية بالمعنى الواسع للكلمة، فنحن نهتم بدراسة كافة المؤسسات التي تؤثر على التنشئة الاجتماعية والتربية والتعليم والتمهين، ولا يقتصر مجال اهتمامنا على المدرسة فقط، وإن كانت هي التي تحظى بالجانب الكبير من اهتمامنا. ما الهدف من تنظيم ملتقى وطني حول الإصلاح التربوي في الجزائر، بعد مرور أكثر من سبع سنوات عن بداية الإصلاحات؟ هذا الملتقى الذي نسعى لتنظيمه بالتعاون مع رئاسة جامعة محمد خيضر والمجلس الأعلى للتربية في ماي 2011، لا يتناول الإصلاح التربوي من حيث مقتضياته أو رهاناته، كما فعلنا في الملتقيات السابقة، لكنه يسعى لتقويم حصاد الإصلاح التربوي في الجزائر، برؤية موضوعية هدفها تشخيص أوجه النقص وإماطة اللثام عن الخلل، وتثمين مواطن القوة، وقد حددنا سبعة محاور لتقويم هذا الحصاد. كشفتم أن هذا الملتقى سيعرف مشاركة بعض المختصين في المجال من بلدان عربية أخرى للاطلاع على تجاربهم، ألا تعتقدون أن كل بلد له خصوصيته، ولا يمكن المقارنة بين العملية التربوية في الجزائر وغيرها من البلدان؟ هو جزء مكمل للملتقى، قد يسمح لنا بالوقوف على تجارب البلدان العربية، قصد معرفة التعثرات والنجاحات التي سجلت في هذه البلدان، ومناقشة هؤلاء الأساتذة والخبراء الذين يتحمسون للتعاون معنا في بعض الجوانب المشتركة، والاطلاع على التعديلات التي قاموا بها، والاستفادة من آرائهم وخبراتهم. هل ممكن أن يتم الخروج من هذا الملتقى بتوصيات علمية حقيقية للإصلاح التربوي، بدل التوصيات النظرية التي في كل مرة يتم استنتاجها من كل ملتقى؟ يعتبر ذلك من أهم انشغالاتنا، لذلك طلبنا من المهتمين الذين يشاركون معنا أن لا يرهقوا أنفسهم في كتابة الجوانب النظرية، وأن يقدموا بحوثهم على شكل تقارير علمية، تتضمن تشخيصات محددة وتوصيات دقيقة. ما الهدف من إشراك إتحاد أولياء التلاميذ في هذه الملتقيات، التي من المفترض أن تعرف مشاركة المعنيين بالدرجة الأولى، وأعني الأساتذة الذين هم في الميدان؟ نحن نعتبر الأولياء والأسرة عموما أهم شريك للمدرسة، وأهم رهان يجب أن تعول عليه الدولة إذا أرادت أن ينجح الإصلاح التربوي بشكل كبير، لأن للأولياء أيضا ما يقولونه للكشف عن بعض الجوانب غير المرئية لكيفية التعامل مع الكتب المدرسية ومع الإدارة ومع المعلمين، فمشاركة الأولياء La participation parentale في النشاط المدرسي تعتبر أهم العوامل التي أدت إلى نجاح التعليم في بعض بلدان الشمال مثل كندا. وبالطبع، إن فكرة التعاون مع الإتحاد الوطني لأولياء التلاميذ جاءت بفضل مراسلة طيبة تلقيتها من رئيس الرابطة الأستاذ محمد ساهل، الذي يقاسمنا الاهتمام نفسه، وهو الذي يسعى -كما يقول في مراسلة تلقيتها منه في 10 فبراير من هذه السنة- إلى عقد وقفة تقويمية لدراسة مساعي الإصلاح القائم منذ 2003 لمعرفة ما تحقق منه وما لم يتحقق، وما هي الأسباب والسبل والاقتراحات التي تفيد في تصحيح ما يجب تصحيحه وتعزيز وتزكية ما كان إيجابيا. وبالطبع، نحن نرحب بمشاركة المفتشين والمعلمين وكل المهتمين بهذا الشأن، وقد طلبت من الزملاء الاتصال بأكبر عدد من الفاعلين التربويين للاستفادة من تجاربهم والتعاون معهم.