في تطور خطير لوقائع الاحتجاجات المتواصلة في اليمن، وقعت أمس، مجزرة قتل جراءها 43 يمنيا، وجرح حوالي 200 آخرين، في ساحة التغيير بالعاصمة اليمنية صنعاء، مباشرة بعد انتهاء صلاة الجمعة· وأكد صحفيون في العاصمة اليمنية، أن المجزرة وقعت عندما بدأ قناصة من على أسطح بنايات قريبة من ميدان التغيير في إطلاق النار على المعتصمين فيما أسموه ''جمعة الإنذار'' الذي تحول إلى ''جمعة المجزرة''· وفي الوقت الذي أعلن فيه متظاهرون وشهود أن من أطلق النار هم من الأمن اليمني ومن المليشيات المسلحة التابعة لنظام علي عبد الله الصالح، نفى هذا الأخير نسبة القاتلين إليه، حيث قال في رد فعل له أن الشرطة لم تكن موجودة حينها في الميدان، وأن عناصر مسلحة موجودة في صفوف المتظاهرين هي من أطلقت النار· وأعلن في ندوة صحفية أعقبت الحادث عن حالة الطوارئ· وتبين بعد ذلك أن المجزرة كانت مقصودة، بدليل إصابة كل الضحايا بطلقات نارية على مستوى الرأس والصدر والعنق، ومع تعدد الإصابات لم يعد المستشفى الميداني الذي أقامه المحتجون يستجيب للوضع، وفي الوقت الذي أعلن فيه أن الحصيلة هي 34 قتيلا توقع فيه بعض الأطباء هناك ارتفاع العدد إلى مستوى قياسي· ووقعت الحادثة مباشرة بعد صلاة الجمعة، حيث نقل مراسلون صحفيون أن الكثير من أئمة المساجد وفور سماعهم بخبر المجزرة، دعوا عبر مكبرات الصوت إلى مسيرات للتنديد بها· ولقيت هذه المجزرة في حق المتظاهرين اليمنيين، تنديدا محليا ودوليا كبيرا حيث أدانتها فرنسا بشدة، وأكدت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان لها أنها تأسف ''لوقوع عدد كبير من الضحايا· يجب الآن على قوات الأمن والجماعات الموالية للحكومة أن توقف الهجمات ضد أشخاص يعبرون عن حقوقهم في حرية التعبير والتظاهر''· وأكدت المعارضة اليمينة المطالبة بسقوط نظام علي عبد الله صالح، أنه لم يعد هناك مجال للتفاهم مع النظام، حيث أدان ياسين نعمان، الرئيس الدوري لتحالف المعارضة الجريمة ودعا الرئيس علي عبد الله صالح، إلى الرحيل فورا· وقال متظاهرون آخرون أنهم في السابق كانوا يدعون علي عبد الله صالح، إلى الرحيل فقط، لكنهم أصبحوا الآن ينادون بمحاكمته على هذه الجريمة التي ارتكبت في حق عشرات الضحايا الأبرياء· وقال محمد الصبري، القيادي في المعارضة اليمنية ''إنها مذبحة ومجزرة'' وقال أن ''هذه الجريمة لن تديم النظام (···) وهذا النظام سيرحل'' وأن ''هذه الجريمة لن يفلت منها المجرمون وعلي عبدالله صالح وأولاده''· وأكد بالقول أن ''الشعب اليمني سيواجه القتلة والناس جميعا لديهم الإستعداد للشهادة حتى يرحل هذا النظام''· ملك السعودية يتوعد توعد الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، أمس، الجمعة بضرب كل من يحاول زعزعة استقرار المملكة، وأعلن في الوقت نفسه عن حزمة من الإجراءات الحكومية تشمل مكافحة الفساد، ومخصصات مالية للعاطلين والموظفين والطلاب، وبناء نصف مليون وحدة سكنية· وقال الملك عبد الله في كلمة مقتضبة للشعب أذاعها التلفزيون، وجاءت عقب مظاهرات للأقلية الشيعية بالمنطقة الشرقية، إن الجيش ذرع الوطن في وجه من يحاول زعزعة استقرار المملكة· وتوجه إلى القوات المسلحة قائلا إنها ''القوة الضاربة لكل من تسول له نفسه المساس بالوطن''· وشكر الملك علماء الدين والمفكرين السعوديين، وقال ''إن أي أمة ترفع كلمة الحق لا خوف عليها''· كما خاطب الشعب وحيا ولاءه، قائلا إنه يستمد منه العون بعد الله· وعقب الخطاب مباشرة، عرض التلفزيون الرسمي مراسيم اتخذها الملك عبد الله بن عبد العزيز، وتقضي بإنشاء هيئة لمكافحة الفساد، وإنفاق مليارات الدولارات لرفع الأجور، وتوفير آلاف الوظائف، وبناء مئات آلاف المساكن· ونص أحد المراسيم على أن تقوم هيئة لمكافحة الفساد بالتفتيش على جميع المشروعات والعقود الحكومية· ونص مرسوم آخر على أن يكون الحد الأدنى لراتب الموظف ثلاثة آلاف ريال، وبصرف إعانات للعاطلين بقيمة 266 دولارا شهريا، وعلاوات للطلاب· وتشمل حزمة القرارات الملكية أيضا بناء خمسمائة ألف وحدة سكنية· وفي السياق ذاته، أمر الملك عبد الله، بتوفير ستين ألف فرصة عمل جديدة في مجال الأمن بوزارة الداخلية· وكان الملك قد أعلن الشهر الماضي قرارات إصلاحية وتنموية، ومنح المواطنين مجموعة من المزايا تقدر قيمتها بنحو 35 مليار دولار· مظاهرات ورفض لدرع الجزيرة بالبحرين تظاهر آلاف البحرينيين عقب صلاة الجمعة، بقرية الدراز قرب المنامة، في تحد لحالة الطوارئ المعلنة في البلاد، في الوقت الذي طالبت فيه شخصيات معارضة الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز بسحب قواته من البحرين· وتجمع مئات البحرينيين أمس، لتشييع ناشط قتل بالحملة التي شنتها قوات الأمن على متظاهرين غالبيتهم من الشيعة، وقتل ستة أشخاص ثلاثة من المحتجين وثلاثة من الشرطة في هذه الإحتجاجات· وتجمهر المئات عند المقابر انتظارا لوصول الجثامين وهم يرفعون رايات سوداء وصور أحمد فرحان الذي قتل الأربعاء الماضي، دون ظهور لقوات الأمن، ولم يتضح ما إن كانت الشرطة ستفرق المشيعين بموجب قرار حظر كل التجمهرات أم لا· وكان ناشطون شيعة قد أعلنوا أول أمس، الخميس، في مؤتمر صحفي إنهم سيعتصمون بالمساجد بعد صلاة الجمعة، وسيقفون أمام منازلهم في ساعات محددة ويرفعون الأعلام على أسطحها كما سيكبرون بالليل في إطار المقاومة السلمية· أكبر مسيرة شيعية في العراق ضد تدخل السعودية في البحرين نظم آلاف الشيعة العراقيين مسيرة أمس، الجمعة، هي الأكبر في البلاد حتى الآن لتأييد أقرانهم الشيعة المحتجين في البحرين، الذين يواجهون جنودا من دول سنية عربية· وكان تحرك قوات من السعودية ودول خليجية أخرى لمساعدة الأسرة الحاكمة السنية في البحرين في اخماد الإحتجاجات قد أجج مشاعر الشيعة في العراق ولبنان وإيران· وتظاهر نحو 10 آلاف من أنصار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، في حي مدينة الصدر ببغداد، بعد صلاة الجمعة، احتجاجا على الوضع في البحرين، والذي ينذر باستفحال الإنقسام الطائفي داخل العراق ذاته· ولوح المتظاهرون في العراق بأعلام البحرين والعراق وهتفوا بشعارات مؤيدة للبحرين ومناهضة للعائلة الحاكمة في السعودية·