شاركت في الطبعة الحادية عشر لمهرجان الفيلم الأمازيغي بأزفون، فكيف تقيم هذه الطبعة؟ صراحة أنا جد سعيد وفخور بالمجهودات المبذولة لأجل تنمية السينما الجزائرية والأمازيغية، فهذا المهرجان أعتبره ناجح إلى حد كبير، وحقق العديد من الأهداف، حيث كان فضاء لتبادل الخبرات والتجارب، وسمح لالتقاء المخرجين من كل الجنسيات والشباب والمشاهدين فيما بينهم، فهو الفرصة الوحيدة لدفع السينما الأمازيغية إلى التطور، فصراحة اكتشفت خلال تواجدي هنا بأزفون أن الكل أصبح يتكلم عن السينما الأمازيغية ولمست وعيا ورغبة كبيرة في نفوس السينمائيين الشباب، كما لاحظت أيضا الإقبال الكبير للجماهير لمتابعة هذا المهرجان والقادم من مختلف مناطق تيزي وزو وغيرها من الولايات، فهذا أحسن دليل على نجاح المهرجان· وأنا أدعو المهتمين بالسينما العمل أكثر في هذا المجال، وأن نستغل هذه المهرجانات للحفاظ على الثقافة والهوية الأمازيغية، لأنها جذورنا وتاريخنا، وأتمنى أن يبني هذا المهرجان جيلا أمازيغيا له ثقة كبيرة في النفس، وأتمنى أن تحقق السينما الأمازيغية تطورا سريعا· لجنة التحكيم قررت إلغاء جائزة ''الزيتونة الذهبية'' في هذه الطبعة، ما تعليقك؟ أنا أحترم قرار لجنة التحكيم، فهي حرة في اتخاذ هذا القرار، وهذا لا يدل على تراجع مستوى السينما الأمازيغية أو فشل المهرجان، بل أنا أعتبر هذا القرار نوعا من التشجيع للسينمائيين قصد بذل مجهودات أكبر لتحسين مستواهم· معظم السينمائيين المشاركين في هذه الطبعة من فئة الشباب ألا تعتقد أن إلغاء جائزة الزيتون الذهبية بحجة غياب النوعية سيؤثر عليهم نفسيا؟ بالعكس أنا أرى أن هذا القرار سيجعلهم يعملون أكثر، وسيحاولون مستقبلا انجاز أفلام في المستوى، وأريد فقط أن أوجه نصيحة للسينمائيين الشباب وهي أن لا يركزوا على الجوائز بقدر ما يركزوا على الاستفادة من خبرات الآخرين، لأن السينما مجال واسع وغير محدود، والمخرج الذي له رغبة كبيرة في الذهاب بعيدا في هذا المجال سيحقق ذلك حتما، لكن يجب أن يتمتعوا بثقة كبيرة في نفسهم، وأتوقع أن تكون الطبعة القادمة أكثر منافسة لأن المخرجين السينمائيين أصبحوا واعين بمكانة السينما الجزائرية وسيحاولون تقديم أفلام في المستوى· ما هي نظرتك للسينما الأمازيغية؟ في الحقيقة هناك مجهودات جبارة تبذل في هذا المجال، فما هو مطلوب من المسؤولين والدول هو إعطاء قيمة لهذا الفن، وتقديم مساعدات للمخرجين السينمائيين، فالسينما لا تهدف فقط إلى حماية الموروث الثقافي بل تهدف إلى القيام بدعاية كبير للثقافة والسينما الأمازيغية والجزائرية، إضافة إلى الدعاية على قطاع السياحة، حيث بإمكان السينما أن توصل رسائل عديدة إلى قلوب الشعوب في مختلف أنحاء العالم· وما أريد قوله هو أن السينما الأمازيغية في بدايتها وفي طريقها الصحيح وينتظرها الكثير من العمل· وأكيد أنها ستحقق أهدافها وتكون زاهرة في المستقبل، ويجب فقط بذل مجهودات أكبر وتوفير الإمكانيات·