دخلت إدارة الخدمات الجامعية بقسنطينة في سباق مع الزمن وامتحان صعب مع الظروف الاستثنائية التي خلفها قرار غلق جسر سيدي راشد لفك شفرات معضلة النقل الجامعي، حيث أنها وجدت صعوبة كبيرة في تسطير برنامج السير الخاص ب 400 حافلة أوكلت لأصحابها مهمة نقل ما يزيد عن 200 ألف طالب جامعي يوميا بسبب الاختناق الكبير الذي تعرفه حركة السير، خاصة على مستوى طرقات المدينة القديمة، الأمر الذي صعب من المهمة التي أكدت بعض المصادر أن التحكم فيها أمر شبه مستحيل، وأن الدخول الجامعي الحالي سيكون محفوفا بالمخاطر في مقدمتها الاحتجاجات الطلابية التي بدأ فتيلها يشتعل مع أول يوم عاد فيه طلبة ال ''أل أم دي'' إلى جامعة منتوري··· هي إذا انعكاسات أخرى للقرار الارتجالي الذي اتخذته السلطات المحلية قبل شهر دون أن تفكر في تبعاته الخطيرة على استقرار الدخول الاجتماعي بثاني أكبر قطب على المستوى الوطني· وحسب ذات المصادر دائما، فإن مشكل النقل الجامعي لا يكمن في عدد الحافلات، بل في الطريقة التي تتم بها تحديد خط سير 1600 رحلة يوميا، حيث أن الاختناق الكبير الذي تعرفه الطرقات وبعملية حسابية أجرتها الجهات المختصة جعل الوقت الذي تستغرقه الحافلات في الذهاب والرجوع إلى مكان انطلاقها يتراوح بين ساعتين وثلاث ساعات من الزمن، ما يعني استحالة نقل الطلبة في الأوقات التي جرت عليها العادة السنوات الماضية خاصة على محور الجهة الشرقية الممتدة بين حي سيدي مبروك والمدينةالجديدة علي منجلي المنطقتين اللتين تتمركز بهما حوالي 90 من المعاهد والجامعات وكذلك الحال بالنسبة للأحياء الجامعية التي يصبح التحاق ساكنيها بها ابتداءا من الساعة السابعة مساءا على أقصى تقدير، لأن وقت الرحلة الذي تستغرقه الحافلة على سبيل المثال من سطح المنصورة أو المستشفى الجامعي باتجاه المدينةالجديدة علي منجلي لا يقل عن ساعتين من الزمن في أحسن الأحوال· ومن بين الخطط العملية التي وضعتها إدارة الخدمات الجامعية في انتظار فتح جسر سيدي راشد، تقديم مواقيت العمل بنصف ساعة مع تأخير رحلات الفترة المسائية بساعة من الزمن، أي أن أول رحلة تنطلق عند الساعة السادسة والنصف صباحا والأخيرة تنطلق عند الساعة السادسة مساءا مع الحفاظ على نفس التغيير فيما يتعلق برحلات العاشرة صباحا، منتصف النهار، الثانية ظهرا والرابعة مساءا· وبالموازاة مع التغيير في توقيت النقل، إدارة الخدمات الجامعية أشركت الجهات البيداغوجية في المشاورات، وينتظر أن يتم تأخير موعد الدروس الأولى تماشيا مع مواعيد النقل، حيث تنطلق عند الساعة الثامنة والنصف بالجامعة المركزية وفي حدود الساعة التاسعة بالمدينةالجديدة علي منجلي· هذا، وقد تميز اليوم الأول من عودة طلبة ال ''أل أم دي'' إلى مقاعد الدراسة لإجراء الامتحانات الاستدراكية بموجة من الاحتجاجات بسبب غياب النقل الجامعي، حيث اضطر الكثير منهم إلى استخدام النقل العمومي للوصول إلى وجهاتهم، ما تسبب في تأخرهم عن موعد إجراء الامتحانات، في حين بررت إدارة الخدمات الجامعية غياب النقل بالعدد المحدود من الحافلات التي تم تسخيرها تماشيا مع العدد القليل من الطلبة، حيث أنه من غير الممكن تسخير حافلة لطالب أو اثنين على أن يتم إدخال جميع الحافلات حيز الاستغلال ابتداءا من الفاتح أكتوبر القادم تاريخ التحاق جميع الطلبة بمقاعدهم· تجدر الإشارة إلى أن قسنطينة التي يجري بها حاليا إنجاز أكبر مدينة جامعية على المستويين الإفريقي والعربي تتوفر على جامعتين وثلاث أقطاب جامعية، إلى جانب 14 إقامة جامعية توفر ما لا يقل عن 80 ألف سرير·