تواصلت، أمس، لليوم الثاني على التوالي عمليات ''الكر والفر'' بين المعتصمين في ميدان التحرير بقلب القاهرة وقوات الأمن المركزي، حيث واصل المعتصمون محاولاتهم لاجتياز الطريق المؤدية لمبنى وزارة الداخلية من جهة شارع قصر العيني ومحمد محمود، وسط إغلاق تام للميدان أمام حركة المرور من كافة الاتجاهات· جاء ذلك بينما استمر تدفق العشرات من الأشخاص للانضمام للمعتصمين، فيما يشهد المستشفى الميداني تزايدا ملحوظا في تبرعات المواطنين بالأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة للإسعافات الأولية· وقد خلت الساحات القريبة من وزارة الداخلية من السيارات بعد تحطم العديد منها خلال الأحداث التي وقعت على مدار الساعات الماضية، وإلحاق أضرار بالعديد من المحال التجارية· في هذه الأثناء، عززت قوات الأمن المركزي مواقعها في الطرق المؤدية لمبنى الوزارة للحيلولة دون وصول الحشود الغاضبة إليه· وذكرت مصادر إعلامية، أن هذه المشاهد ''تعيد للأذهان الانتفاضة التي استمرت 18 يوما وأطاحت بالرئيس حسني مبارك بعد حكم دام 30 عاما، حيث ردد المئات من الشبان الشعب يريد إسقاط النظام''· وذكر شهود أن الاشتباكات انحسرت فيما يبدو في وقت مبكر من أمس الأحد، بعد مواجهات السبت التي خلفت قتيلين و750 جريحا، وسط توقعات تجديد الاحتجاجات المنددة بالشرطة والمجلس العسكري الحاكم· وقال مصدر إعلامي بالقاهرة إن عشرات نصبوا الخيم في ميدان التحرير تمهيدا لاعتصام جديد، وأشارإلى أن المحتجين على بعد حوالي مائة متر فقط من الوزارة· كما قال إن دوي إطلاق قنابل الغاز يسمع بوضوح في المنطقة، موضحا أن قوات الشرطة انسحبت مساء أمس من ميدان التحرير الذي تتحكم بمداخله لجان شعبية· وذكر المراسل أن المحتشدين بالميدان تلقوا تعليمات في صلاة الفجر بالحفاظ على المنشآت العامة، خاصة مجمع التحرير الذي يضم العديد من فروع أجهزة الدولة· كما أشار المراسل إلى أن الموجودين بالميدان ينتمون لتيارات سياسية مختلفة من بينها إسلامية· وكان المرشح الرئاسي المحتمل حازم أبو إسماعيل قد توجه إلى ميدان التحرير، مساء أول أمس، وحث أنصاره من الإسلاميين على البقاء والتمسك بمواقعهم في الميدان·