سلمت القوات الأمريكية قاعدة معسكر فيكتوري قرب بغداد، بعد يوم من مراسم متواضعة احتفل فيها العراق رسميا بحضور جوزيف بايدن، نائب الرئيس الأمريكي بانسحاب القوات الأمريكية بعد نحو تسع سنوات من غزوها لهذا البلد· فقد أعلن الكولونيل باري جونسون، المتحدث باسم القوات الأمريكية بالعراق، أنه ''جرى صباح أمس الجمعة وبشكل رسمي تسليم قاعدة معسكر فيكتوري إلى الحكومة العراقية''، مضيفا إن ''هذه القاعدة لم تعد تحت السيطرة الأمريكية وباتت في عهدة الحكومة العراقية بشكل كامل''، لافتا إلى أنه لم يكن هناك أي احتفال بل مجرد توقيع على أوراق التسليم. وقالت متحدثة أخرى باسم القوات الأمريكية، المقدم آنجيلا فونارو، ''إن الجنود الأمريكيين بدأوا مغادرة القاعدة الخميس''، بينما نقلت القاعدة الجوية المحاذية لفيكتوري إلى سلطة وزارة الخارجية'' مع بقاء عدد محدود من الجنود الأمريكيين فيها. وتضم قاعدة معسكر فيكتوري -وتعني بالعربية النصر- مجموعة من القصور والبحيرات الاصطناعية، وقد تمركز فيها كبار القادة العسكريين الأمريكيين الذين خدموا في العراق، وخصوصا في قصري العز والفاو، حيث كانت تقع قيادة العمليات الكبرى. وكانت تستخدم القاعدة أيضا لإحياء مناسبات مختلفة، بينها تلك التي جرت الخميس بمناسبة ''يوم الوفاء'' احتفاء بالانسحاب الأمريكي. وتضم القاعدة أيضا منزلين تحوّل أحدهما إلى سجن للرئيس العراقي الراحل صدام حسين، علما بأن واجهة المنزل الخارجية بقيت مدمرة حتى لا يشك أحد في وجود سجن سري بهذا المكان. وشهد قصر الفاو بالمنطقة الخضراء، يوم الخميس، مراسم متواضعة لوداع القوات الأمريكية بحضور الرئيس العراقي جلال الطالباني ورئيس الحكومة نوري المالكي، وجوزيف بايدن نائب الرئيس الأمريكي وعدد من الوزراء والنواب العراقيين والسفراء العاملين بالعراق وكبار القادة العسكريين العراقيين والأمريكيين. وعبّر الرئيس الطالباني في كلمته عن الامتنان للشعب الأمريكي، مؤكدا أن العراق سيبقى صديقا للولايات المتحدة، ويتطلع ''لمرحلة جديدة من التعاون وضعت ملامحها وآفاقها في اتفاقية الإطار الإستراتيجي المعقودة بين الدولتين''· أما نائب الرئيس الأمريكي، فقد قال في كلمته إن العراق أصبح بسيادة كاملة، وهو واحد من أربع دول بالشرق الأوسط تمتلك السلاح الأمريكي المتطور، وواحد من عشر دول في العالم بهذا المجال.