عبر وزير الخارجية مراد مدلسي عن ترحيبه بصعود الإسلاميين إلى السلطة في العديد من الدول العربية بعد ثورات الربيع العربي، واعتبر في حوار أجراه عشية، أول أمس، مع القناة التلفزيونية ''روسيا اليوم'' أن الجزائر باركت هذا الصعود في تونس وكذلك في المغرب· وبشأن العلاقات مع ليبيا والمجلس الانتقالي، أكد مدلسي أن العلاقات هي الآن شبه عادية، لكنها ستكون أفضل في الأسابيع المقبلة· وفي رده عن سؤال حول أن الجزائر لم تكن متحمسة للثورات العربية وأنها كانت أقرب إلى موقف بعض الأنظمة العربية، رد مدلسي أن الجزائر غير متحمسة لثورات تخرج عن حدودها، وأكد أن الجزائر لم تصدّر الثورة الجزائرية للخارج، وأضاف ''ليس لنا طموح حتى أن نوزع مبدأ الثورة الجزائرية إلى الخارج، وبالتالي نحن لسنا متحمسين''· وأردف أن الجزائر تحترم مرة أخرى إرادة الشعوب، وعندما تأتي إرادة الشعوب بنظام أو حكومة جديدة نرحب بها ونعمل بصفة جدية معها، وهذا الأمر كان بالنسبة إلى تونس على سبيل المثال، وغدا مع ليبيا· وبخصوص السلاح الذي هُرّب من ليبيا، قال مدلسي، إن هذه النقطة حساسة جداً وتهم الجزائر، ولكنها تهم بصفة رئيسية ليبيا، والسلطات الجديدة لليبيا مطلعة على هذا الخطر، وهم يعملون بجهد واضح ليتجنبوا الخطر· لكن الخطر خرج من حدود ليبيا، وأصبح اليوم خطراً على مستوى المنطقة ككل، وخاصة بالنسبة إلى دول الساحل والتعاون من أجل أمن هذه الدول واستقرارها يمر عبر مفاوضات واتصالات مستمرة ما بين الجزائر وليبيا وما بين الجزائر وكل الأطراف، مثل روسيا التي لها إرادة حتى تكمل إمكانيات دول المنطقة، خاصة بالنسبة إلى التجهيزات والمعلومات، وكذلك بالنسبة إلى تكوين الإطارات التي نحتاج إليها في هذه المنطقة وذلك لنتحكم بتسريب السلاح· وعن مستقبل العلاقات الجزائرية الليبية خصوصاً بعد سقوط القذافي، أكد وزير الخارجية أن العلاقات اليوم أصبحت علاقات شبه عادية، ولكن في الأسابيع المقبلة ستكون زيارات على مستويات أعلى، وسيتم على أساسها تقييم الأوضاع من زاوية جد أخوية وتضامنية وإيجابية، والتصريحات التي تم تسجيلها للطرفين منذ أسابيع أو منذ شهور هي ايجابية· وعن موقف الجزائر من صعود الحركات الإسلامية في شمال إفريقيا اليوم، رد رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن الأحزاب أو الحركات الإسلامية كانت في المعارضة قبل إسقاط بعض الأنظمة في جوارنا المباشر، وهذا السقوط يضيف - مدلسي - سمح لهذه الأحزاب أو الحركات بأن تفرض وجودها في الساحة· هذا شيء جديد، ونرحب به لأننا بحاجة إلى توسيع الديمقراطية وتحمل مسؤوليات المستقبل من قبل كل الأطراف التي لديها رغبة في بناء المستقبل، وبناء المستقبل غير ممكن إذا لم نحترم قواعد اللعبة· فمثلاً إن كانت هذه الأحزاب تحترم قواعد اللعبة ومبادئ الجمهورية فلما لا، الشعب في نهاية المطاف يعطي أصواته، وعسى أن ترحب شعوب الدول بتلك الأحزاب التي تريد الخير لتلك الدول· وبشأن إمكانية التقارب مع المغرب بعد صعود الإسلاميين إلى السلطة، رد مراد مدلسي أن الجزائر هنأت الحكومة الجديدة، وأن ''علاقتنا مع المغرب تتجاوز بكثير الظروف التي تمر بها المنطقة، علاقتنا مع المغرب هي أساس سياستنا الأفقية والإستراتيجية، على الرغم من أننا سجلنا في السنوات الماضية نوعاً من المشاكل أو البطء في هذا التعاون، ولكن منذ قرابة سنة بالاتفاق الذي تم على أعلى المستويات في الجزائر وفي المغرب، انطلقنا بتعاون جديد واسع على المستوى الثنائي، وسيأتي هذا التعاون بثماره ليس على المستوى السياسي فقط، ولكن كذلك على المستوى الجماهيري مادام هذا التعاون يعنى بقطاعات حساسة جداً بالنسبة للشعوب، هذه حلقة جديدة وسبقت هذه الحلقة ما يسمى بالربيع العربي، والربيع العربي سيشجعنا على التعاون مع كل الدول العربية، بما فيها المغرب مدلسي·